للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن العرب المشركون الذين أخبر القرآن عن عقائدهم ينكرون أن الله تعالى هو خالقهم قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (١) كما أنهم ما كانوا ينكرون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض. قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (٢).

بل لم يكونوا يجهلون بعض صفات الخالق مثل كونه عزيزا عليما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (٣).

ولكن المشركين مع اعترافهم بالربوبية، فقد أشركوا معه غيره في العبودية، متجاهلين تفرده بالخلق، ومن هنا أنكر عليهم الله تعالى هذا الخلط الذي أفضى إلى صرف العبادة إلى من لا يستحقها، لأن العبادة شكر للخالق المنعم فمن ليس بمصدر للخلق وللنعم لا يستحق العبادة، قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (٤).

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} (٥).

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (٦).

وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (٧).

وقال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (٨).

وبين ما هم فيه من تخليط، قال تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ}

(٩). فما دام الشركاء ليس لهم خلق فما مصدر


(١) الزخرف آية ٨٧.
(٢) الزمر آية ٣٨.
(٣) الزمر آية ٩.
(٤) النحل آية ١٧.
(٥) الحج آية ٧٣.
(٦) النحل: ٢٠.
(٧) الفرقان:٣.
(٨) الأعراف:١٩١.
(٩) الرعد: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>