للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول الخاتم فلا نبي بعده، فهو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء حتى قيام الساعة، وقد أمر الله أتباع الديانات الأخرى بالدخول فيه مبينا لهم أنه نسخ الأديان كلها فلا يقبل الله بعد بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- دينا سواه ... قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (١) وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢).

وقد أخذ الله العهد على جميع الأنبياء والرسل من قبله أن يؤمنوا به إذا أدركوا بعثته وأن ينصروه، لذلك فقد كانوا وأتباعهم على علم بصفاته حيث وردت في كتبهم المنزلة، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ...} (٣).

وقد اختار الله تعالى الاسم لأمته - صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} (٤) فمن الخطأ تسميت المسلمين بغير الاسم قياسا على أتباع الديانات الأخرى، كما يفعل المستشرقون فيطلقون اسم (المحمدية) على (الإسلام)، واسم (المحمدين) على المسلمين، وينبغي للمسلم أن يجهر بإسلامه ويعلنه ويعتز به كما في القرآن ... {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٥).

ومحمد صلى الله عليه وسلم هو أول المسلمين من هذه الأمة، وهو أولى بالأنبياء من أتباعهم الذين حرفوا تعاليمهم، قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} (٦).


(١) آل عمران آية:١٩.
(٢) آل عمران آية: ٨٥.
(٣) الأعراف آية: ١٥٧.
(٤) الحج آية:٧٨.
(٥) فصلت آية: ٣٣.
(٦) آل عمران آية:٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>