للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار عن أذى جمل قائلا: "ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكاك إليَّ وزعم إنك تجيعه وتُدئبُهُ" (١).

وقد رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين بالتراب في وجوههم في عدة مواقف من السيرة، فكان للتراب أثر في هزيمتهم. كما أخبر شهود عيان من الصحابة رضوان الله عليهم، فأخبر العباس بن عبد المطلب وسلمة بن الأكوع أنه صلى الله عليه وسلم لما غشيه المشركون في غزوة حنين، نزل عن بغلته فأخذ ترابا أو حصيات من الأرض، ثم استقبل به وجوهم فقال: "شاهت الوجوه. فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين" (٢).

وقد أخبر عبد الله بن عباس (أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاهدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأينا محمدا قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله.

قال: فأقبلت فاطمة تبكي حتى دخلت على أبيها فقالت له: ما علمت .... " قال: يا بنية أدني وضوءا فتوضأ، ثم دخل المسجد فلما رأوه قالوا هو هذا. منهم رجل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رءوسهم فأخذ قبضة من تراب فحصبهم بها وقال: شاهت الوجوه. قال: فما أصابت منهم حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا" (٣).

إذا شهد المسلمون معجزات كثيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت تزيدهم إيمانا واستبشارا، وكانت متنوعة في جنسها، متكررة في أوقات عديدة، ما بين تكثير الماء والطعام حتى ليكفي ماء وطعام الاثنين والثلاثة عددا كبيرا يبلغ الألف أو يزيد، وما بين تطبيب المرضى بالدعاء والمسح على موضع الأذى، وما بين


(١) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح (المسند ١/ ٢٥٠ و ٢٦٩).
(٢) رواه مسلم واللفظ لسلمة بن الأكوع (الصحيح ٣/ ١٣٩٨ و ١٤٠٢).
(٣) رواه الإمام أحمد بإسناد حسن (المسند ١/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>