للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخبار عن أمور مغيبة فتقع كما أخبر، وما بين انصياع الحيوان والنبات والجماد له وهي لا تعقل، وما بين عصمة الله له من القتل، واستجابة الله لدعائه. وقد مال بعض الباحثين إلى إنكار المعجزات الحسية بحجة أنها لا تتمشى مع نمط التفكير العقلي الحديث. ولا تتقبلها الفلسفات الحديثة، ولا مناهج البحث المعاصرة. وقد اعترف هؤلاء بالمعجزة القرآنية وحدها، لأنها محسوسة لأهل هذا العصر يمكنهم دراستها والحكم على أوجه الإعجاز فيها، أما المعجزات الحسية التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن إخضاعها للدراسة، ولا تتقبلها الأعراف العلمية السائدة. ونظرا لأن المصادر الإسلامية الصحيحة نقلت أخبار المعجزات الحسية، فإن إنكارها فيه اتهام لشهود العيان من الصحابة رضوان الله عليهم بالكذب أو بضعف العقل وخلل التصور، بحث نقلوا أخبارا تصوروها صحيحة وليست كذلك، ولا يخفى ما في الإتهامين من إجحاف وتناقض فقد قبلنا من نفس شهود العيان ما يتعلق بالعقيدة والشريعة، وتعرفنا على أخبار النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا قبلنا منهم رواياتهم في هذا كله، وأنكرناها عندما تعرضت لأخبار المعجزات الحسية، وإن كانت العلة أن العقل المادي يرفض المعجزات، فإنه يرفض الوحي كله ويرفض الإيمان بالله وبرسالاته، فلا مناص للمؤمن بالغيب من قبول الروايات الصحيحة المتعلقة بالمعجزات الحسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>