للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أرقد" (١).

وفي الحديث القدسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله عز وجل يقول يا ابن آدم اكفني أوَّل النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك (٢) " ولا يزال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحصن نفسه ليله ونهاره بالأدعية والأذكار، ويعلم أصحابه ذلك، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيِّدُ الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا انت" (٣).

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه صلاة الحاجة وصلاة التوبة وصلاة الاستخارة، فكانوا يرتبطون بالله تعالى في صلوات كثيرة، فلا يخلو إنسان من ذنب كبير أو صغير ففي الحديث "كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون" (٤) ولا ينفك المرء عن حاجة تعرض له صغرت أو كبرت فعن عثمان ابن حنيف - رضي الله عنه -: أن أعمى أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أدع الله أن يكشف لي عن بصري, قال: أو أدعك. قال: يا رسول الله إنه قد شق علي ذهاب بصري قال: فانطلق فتوضأ ثم صلَّ ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة.

يا محمد: إني أتوجَّه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري. اللهمّ شفعه فيَّ وشفعني في نفسي، فرجع وقد كشف الله عن بصره" (٥).


(١) مسلم: الصحيح ١/ ٤٩٩ وروى البخاري في صحيحه الوصية بركعتي الضحى ٢/ ٥٢.
(٢) رواه أحمد وأبو يعلي ورجال أحدهما رجال الصحيح، وأخرجه الترمذي (السنن ٢/ ٣٤٠ وقال: حسن غريب وأخرجه أبو داؤد: السنن ٢/ ١٣ وأحمد: المسند ٥/ ٢٨٦، ٢٨٧.
(٣) رواه البخاري (صحيحه ٧/ ١٤٥).
(٤) صحيح سنن الترمذي ٢/ ٣٠٥.
(٥) رواه الترمذي (سنن ٥/ ٥٦٩) وقال: حسن صحيح غريب. وابن ماجة: سنن (صحيح سنن ابن ماجة ١/ ٢٣١ - ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>