للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أم سلمة بنت أبي أمية فقد مات زوجها أبو سلمة بالمدينة، بعد إصابته بجراح في أُحُد تاركا معها ولدين وبنتين، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تكريماً لها ورعاية لأولادها.

وأما جويرية بنت الحارث فكانت بنت رئيس قبيلتها بني المصطلق، وقعت أسيرة مع نساء قبيلتها، فكانت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبته، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في قضاء المكاتبة، فعرض عليها الزواج وقضى عنها كتابتها وتزوجها فلما علم الناس بذلك أطلقوا سائر السبي وقالوا: أصهار رسول الله، فأعتقوا سائر السبي "فما كانت امرأة أعظم على قومها بركة منها" وقد قصد الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج منها تكريمها، وتأليف قلوب قبيلتها، وإطلاق سبيهم، وقد أثمرت هذه المعاملة الحكيمة ثمرتها فأسلم بنو المصطلق.

وأما زينب بنت جحش فهي ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوَّجها الرسول صلى الله عليه وسلم من مولاه زيد بن حارثة، فكانت لا تشعر بأنه كفؤ لها لمكانها من قريش مما أدى إلى إخفاق الزواج، وقد تدخل الرسول صلى الله عليه وسلم للاصلاح بينهما دون جدوى حتى نزل الوحي الإلهي يأمره بالزواج منها، لإبطال عادة جاهلية تتمثل بالتبني، وما كان يترتب عليه من آثار، منها عدم زواج الرجل من زوجة متبناه, وقد شق الأمر على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يكن وسعه إلا طاعة أمر الله، فكان أن تزوج منها، ولو كان الأمر يتعلق برغبة في الزواج منها لفعل قبل أن يزوجها مولاه زيد.

وأما صفية فقد كانت سيدة قومها، ووقعت في السبي في غزوة خيبر فأسلمت، فأعتقها الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوجها حفاظاً على مكانتها.

وأما ميمونة بنت الحارث فكانت أرملة كبيرة السن، وهي قريبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تمكث بعد زواجها إلاّ يسيراً.

وبعد هذا العرض لملابسات زواجه صلى الله عليه وسلم تتبيَّنُ حقيقة مقاصده من الزواج، وهي مقاصد الإسلام في تأليف قلوب الناس، واجتذابهم إلى الإسلام، ورعاية الأرامل، وتربية اليتامى، وحفظ تعاليم الدين، وخاصة ما يتعلق منها بشؤون المرأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>