للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" (١) وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فقد استشهد الخمسة الآخرون رضوان الله عليهم أجمعين.

ودل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على خصائص بعض الصحابة العلمية أو الخلقية أو الجهادية، إرشاداً للأمة للأخذ عنهم والاقتداء بهم فقال: "خذوا القرآن من أربعة، من عبد الله وسالم ومعاذ وأبي بن كعب" (٢) وهم عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب.

وأشاد مرة بأبي بكر الصديق رضي الله عنه وسماحته بماله ونفسه في سبيل الإسلام، روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال إنَّه ليس من الناس أحدا أمنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر ابن أبي قحافة ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خُلَّة الإسلام أفضل، سُدَّوا عني كلّ خَوخَة في هذا المسجد غيرَ خوخة أبي بكر" (٣).

وأشاد صلى الله عليه وسلم بعمر بن الخطاب فقال: "إن الله تعالى جعل الحقَّ على لسان عمر وقلبه" (٤).

وقال: "لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناسُ مُحَدَّثون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمتي أحدٌ فإنه عمر" (٥).

وهكذا بين خصائص عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث صار رمزاً للعدل في الإسلام، وبقيت سيرته الطافحة بالعدل الشامخ، والزهد في الدنيا، والجهر


(١) صحيح مسلم حديث رقم ٢٤١٧ وقارن برواية البخاري في الصحيح ٤/ ٢٠٤.
(٢) رواه البخاري ومسلم (صحيح البخاري ٦/ ١٠٢ وصحيح مسلم ٤/ ١٩١٣ حديث رقم ٢٤٦٤).
(٣) صحيح البخاري: ١/ ١٢٠.
(٤) رواه الترمذي وقال: حسن غريب (سنن ٥/ ٦١٧ حديث رقم ٣٦٨٢).
(٥) رواه البخاري ومسلم (صحيح البخاري ٤/ ٢٠٠ وصحيح مسلم ٤/ ١٨٦٤ حديث رقم ٢٣٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>