للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقِيلَ: طُعِنَ مَعَه اثنا عَشَر رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُم سِتَّةٌ، وعَاشَ الآخَرُونَ، وقِيلَ: ثَلَاثُ عَشَرةَ، ماتَ مِنْهُم سَبْعَةٌ، وقِيلَ: مَاتَ ثَمَانِيةٌ، مِنْهُم كُلَيْبُ بنُ قَيْسٍ.

فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أنَّهُ مأْخُوذٌ نَحَر نَفْسَهُ.

وقِيلَ: أُتِيَ بالهُرْمُزَانِ هُرْمُزَانِ تُسْتَر إلى عُمَرَ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْتَخْبِرُ عَنْ قَوْمهِ وأَرْضِهِ، فَجَعَلَ لا يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ: مَالَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فقالَ رَجُلٌ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ، كَيْفَ يُخْبِرُ رَجُلٌ عَنْ قَوْمهِ وأَنْتَ تُرِيدُ قَتْلَهُ -وَهُو أَنَسُ بنُ مَالِكٍ- قالَ: قُولُوا لَهُ فَلْيَتَكَلَّمْ، فإنَّهُ لا بَأْسَ عَلَيْهِ، فَاغْتَنَمَها الهُرْمُزَانُ -وكانَ دَاهِيةً- فَجَعَلَ لَا يَسْأَلُهُ عَنْ شَيءٍ إلَّا أَخْبَرهُ، ثُمَّ أَمَرَ بهِ لِيُقْتَلَ، فقالَ رَجُلٌ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّكَ قدْ أَمَّنْتَ الرَّجُلَ -وَهُو أَنَسُ بنُ مَالِكٍ- فقالَ: وَيْحَكَ، كَيْفَ أَمَّنْتُمْ بعدَ البَراءِ بنِ مَالِكٍ ومجْزأَةَ بنِ ثَوْرٍ، قالَ: فإنَّكَ قدْ أَمَّنْتَهُ، فقالَ: لَتَأْتِيَنَّ عَلَى ذَلِكَ بِبَيِّنَةٍ، أَو لأَفْعَلَنَّ بكَ كَذَا وكَذَا، فأَتَى الزُّبَيْر بنَ العَوَّامِ فقالَ: مَا سَمِعْتَ أَمِيرَ المُؤْمِنينَ أَمَّنَ الهُرْمُزَانَ، فجَاءَ مَعَهُ الزُّبَيْر بنُ العَوَّامِ فقالَ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنينَ، إنَّكَ قدْ أَمَّنْتَ الرَّجُلَ، فَخَلَّا سَبِيلَهُ، وأَسْلَمَ الهُرْمُزَانُ، وأَقَامَ بالمَدِينَةِ، فَقَتَلهُ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ لمَّا أُصِيبَ عُمَرُ، فَلَمَّا قَتَلَهُ جاءَ عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ فَدَخلَ عَلَى عُمَرَ، فقالَ: يا أَمِيَر المُؤْمِنِينَ، إنَّهُ قدْ حَدَثَ اليومُ حَدَثٌ في الإسْلَامِ، قالَ: ومَا ذَاكَ؟ قالَ: قَتَلَ عُبَيْدُ الله الهُرْمُزَانَ، قالَ: فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُونَ، عَلَيَّ بهِ فأَمَر [بهِ إلى] (١) السِّجْنِ.


(١) زيادة يقتضيها السياق.