وحدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمْزَةَ البَغْدَادِيُّ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عَمْرو بنِ خَالِدٍ، حدَّثنا أَبي، عَنْ عَبْدِ الله بنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ قالَ: لَبِثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ القُرْآنُ فيهَا، يُخْفِي ذَلِكَ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ إلَّا مِمَّن شَاءَ اللهِ مِمَّن كانَ يأْمَنُ عَلَى نَفْسهِ، ثُمَّ أَمَرهُ الله عزَّ وَجَلَّ في تِلكَ السِّنِينَ أَنْ يَصْدَعَ بِمَا أُمِرَ به قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وأَنْ يَدْعُو إلى اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالىَ، فأَطَاعَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ وأَظْهَرَ دُعَاهُ إلى اللهِ تَبَاركَ وتَعَالىَ على البَلَاءِ والخَوْفِ الشَّدِيدِ، ثُمَّ أُسْرِي بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى بَيتِ المَقْدِسِ مِنْ قَبْلِ خُرُوجِهِ إلى المدينةِ بسَنَةٍ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أُخْبرِ أنَّهُ أُسْرِي به إلى بَيْتِ المَقْدِسِ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَكَذَّبُوهُ، فأُتِيَ أَبو بَكْرٍ رَضِي اللهِ عنهُ فَقَالُوا: هَذا صَاحِبُكَ يَزْعُمُ أنَّهُ قدْ ذُهِبَ إلى بَيْتِ المَقْدِسِ مُنْذُ اللَّيْلَةِ ورَجِعَ، فقالَ أَبو بَكْرٍ رَضِي اللهِ عنهُ: فأَشْهَدُ لَئِنْ كانَ قَالَهُ لَقَدْ صَدَقَ، فَبِذَلِكَ زَعَمُوا سُمِّي الصدِّيقُ رَضِي الله عنهُ.
(١) رواه أحمد في فضائل الصحابة ٢/ ٨٠٩ عن المطلب بن زياد به، وعبد الله بن عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، وهو ثقة من أتباع التابعين، روى له الستة. قال ابن الأثير في النهاية: ١/ ٩٧٢: الحشم -بالتحريك- جماعة الإنسان اللائذون به لخدْمَتِه.