للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ

الحمدُ للِّه رَبِّ العَالَمِين

[عُمْرَةُ القَضَاءِ]

أَخْبَرنا الهَيْثَمُ بنُ مُحمَّد بنِ عَبْدِ الله الخَرَّاطُ، حدَّثنا مُحمَّد بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهَابِ المقريء، حدَّثنا الحَسَنُ بنُ هَارونَ بنِ سُلَيمَانَ، حدَّثنا مُحمَّد بنُ إسْحَاقَ المُسَّيْبِيُّ، حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عَن ابنِ شِهْابٍ قالَ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ العَامِ القَابِل مِنْ عَامِ الحُدَيْبِيَةِ مُعْتَمِرًا في ذِي القِعْدَةِ سنةِ سَبْعٍ، وَهُو الشَّهْرُ الذِي صَدَّهُ فيهِ الُمشْرِكُونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ، حَتَّى إذا بَلَغَ يأجَجَ (١) وَضَعَ الأَدَاةَ كُلَّهَا: الحَجَفَ (٢)، والرِّمَاحَ، والمَجَانَّ، والنَّبْلَ، ودَخَلُوا بِسَلاحِ الرَّاكِبِ السِّيوفِ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَر أَصْحَابَهُ فَقَالَ: اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِبِ، واسْعَوْا في الطَّوَافِ، لِيَرى المُشْرِكُونَ جَلَدَهُم وقُوَّتَهَمْ، وكَانَ يَكِيدُهُم بِكُلِّ ما اسْتَطَاعَ، فانْكَفأَ أَهْلُ مَكَّةَ الرِّجَالُ مِنْهُم والنِّسَاءُ والصِّبْيَانُ يَنْظُرُونَ إلى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَصْحَابهِ وَهُو يَطوفُونَ بالبَيْتِ، وعَبْدُ الله بن رَوَاحةَ يَرْتجِزُ بَين


(١) يأجج: واد معروف من أودية مكة، شمال عمرة التنعيم، ووادي التنعيم يصب من يأجج، يقطعه الطريق إلى المدينة على عشرة أكيال من المسجد الحرام، ينظر: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ٣٣٧.
(٢) الحَجَفُ -محرَّكة-: التُّروسُ من جُلودٍ بلا خَشَبٍ ولا عَقَبٍ، واحدَتُهما: حَجَفَةٌ، ينظر: القاموس المحيط ص ١٠٣٢.