للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووَفَد إلى المَدِينَةِ أَهْلُ مِصْرَ، وفُتِحَ لِعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهُ قِلَاعُ فَارِسَ.

وبَعَثَ عُثْمَانَ بنَ أَبي العَاصِ إلى فَارِسَ، فانَفْتَحَ لَهُ سَابُورَ صُلْحًا، ثُمَّ مَضَى إلى إصْطَخَرَ فَلَمْ يَزَلْ مُحاصِرًا لِصَاحِبها حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ.

ثُمَّ جَعَلَ عُثْمَانُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَامِرٍ عَلَى عِرَاقِ البَصْرَةِ، وعَزَلَ أَبا مُوسَى.

فَمَضَى عُبَيْدُ اللهِ بنُ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ حَتَّى انْتَهى إلى نَوْبَنْدَجانَ فَافْتَتَحَها، ثُمَّ مَضى إلى سَابُورَ فَافْتَتَحَها عَنْوَةً، ثُمَّ مَضَى إلى شِيرَازَ فَافْتَتَحَ القَلْعَةَ التِّي بِها، ثُمَّ مَضَى إلى جُورَ فَافْتَتَحَها صُلْحًا، وخَلَفَ فِيهِم رَجُلًا مِنْ بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ، ثُمَّ انْصَرفَ حَتَّى أَتَى إصْطَخَرَ فَحَاصَرهُم، فَقَتَلَ أَهْلُ جُورَ السَّعْدِيَّ، فَخَلَفَ بإصْطَخَرَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مَعْمَرٍ، وانْصَرَفَ رَاجِعًا إلى جُورَ، فَقَتلَ مِنْهُم أَرْبَعِينَ أَلفًا، ثُمَّ خَلَفَ فِيهِم إمَّا مَرْوَانُ بنُ الحَكَمِ وإمَّا غَيرُهُ، وانْصَرفَ بإصطَخَرَ فَوَجَدَهُم قَدْ قَتَلُوا عُبَيْدَ الله بنَ مَعْمَرٍ، فَهُو يُسَمَّى الشَّهِيدُ فاهيم عبد الله، فَنَاهَضَهُم فَافْتَتَحَها عَنْوَةً ثُمَّ مَضَى (١) إلى فَسَا، ودَار أَبْجَرْدَ، و [أَرْدَشِيرَ] (٢) فَافْتَتَحَها، ثُمَّ مَضَى إلى كِرْمَانَ فَافْتَتَحَ الرَّسَاتِيقَ، ثُمَّ أَرَادَ خُرَاسَانَ، فَقَدِمَ مُجاشِعُ بنُ مَسْعُودٍ فأَخَذَ بالمُسْلِمينَ المَفَازةَ، ثُمَّ أَفْلَتَ مِنْهُم، فَبَعَثَ الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ التَّمِيمِيَّ إلى هَرَاةَ وفَتَحُوهَا، وبَعَثَ عَبْدَ الله بنَ حَازِمٍ السُّلَمِيَّ إلى سَرْخَسَ فَصَالحُوا أَهْلَها وفَتَحُوهَا.

وقِيلَ: كانتْ قُبْرُسُ الآخِرَةُ افْتَتَحَها مُعَاوِيةُ، وَجَّه إليها أَبا الأَعْوَرِ السُّلَمِيَّ.


(١) يعني عبد الله بن عامر.
(٢) جاء في الأصل: (يزدجرد) وهو خطأ، والتصويب من تاريخ دمشق ٢٩/ ٢٥٨.