للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعْقُوبَ الحَجَّاجِيُّ، أَخْبَرنا مُحَمَّدُ بنُ إسْحَاقَ السرَّاجُ، حدَّثنا الحَسَنُ بنُ الصبَّاحِ البزَّارُ، حدَّثنا شَبَابةُ بنُ سَوَّارٍ، عَنْ يَحْيى بنُ إسْمَاعِيلَ بنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيُّ قالَ: بَلَغَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُو بِمَكَّةَ أنَّ الحُسَيْنَ بنَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قدْ تَوَجَّه إلى العِرَاقِ، فَلَحَقهُ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثةٍ فقالَ: إلى أَيْنَ؟ فقالَ: هَذِه كُتُبُ أَهْلِ العِرَاقِ وبَيْعَتُهُم، قالَ: لَا تَفْعَلْ، فأَبَى، قالَ: فقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ: إنَّ جِبرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَيَّرَهُ بينَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، فاخْتَارَ الآخِرَةَ ولَمْ يَرِد الدُّنْيا، وإنَّكُم بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ الله، ووَالله لَا يَلِيها أَحَدٌ مِنْكُم أَبَدًا، ومَا زَوِيها اللهُ عَنْكُم إلَّا لِخَيْرٍ يُرِيدُه بِكُم (١)، قالَ: فَأَبَى، فَاعْتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ، وقالَ: اسْتَوْدِعَكَ الله مِنْ قَتِيلٍ، والسَّلَامُ (٢).

* قالَ المُهَلَّبِيُّ: والذِي وَلِيَ قَتْلَهُ سِنَانُ بنُ أَنَسٍ النَّخَعِيُّ، واحْتَزَّ رأْسهُ [خَوْلِيُّ بنُ يَزِيدَ] (٣) النَّخَعِيُّ.

* وقُتِلَ مِنْ وَلَدِ عَقِيلٍ، ومِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ، ومِنْ وَلَدِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ثَمَانِيةَ عَشَرَ رَجُلًا، يومَ عَاشُورَاءَ يومَ السَّبْتِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ المُحَرَّمِ سنةَ إحْدَى وسِتِّينَ.


(١) قوله: (زويها) يعني قبضها، وجاء في المصادر بدلاها: (صرفها) وهي بمعناها.
(٢) رواه ابن حبان في صحيحه ١٥/ ٤٢٤ عن محمَّد بن إسحاق السراج به. ورواه ابن أبي عاصم في الزهد ص ١٣٤، وابن الأعرابي في معجمه ٣/ ١١١٦، والبيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٤٧٠، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤/ ٢٠٢، وابن العديم في تاريخ حلب ٣/ ٢٣، بإسنادهم إلى شبابة بن سوار به.
(٣) جاء في الأصل: (يزيد بن خولي) وهو خطأ، وضبط ابن الأثر (خَوْليّ) بقوله: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو، وكسر اللام، وتشديد الياء، يُنظر: جامع الأصول ١٢/ ٢٩٤.