انْتَهى كَلَامُ العَلَّامةِ حَمَدِ الجَاسِرِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ في وَصفِ مخْطُوطةِ الكِتَابِ، ثُمَّ شَرَعَ باسْتِعْرَاضٍ مُوجَزٍ لمِوَضُوعَاتِ الكِتَابِ، ولي عَشْرُ مَلْحُوظَاتٍ عَلى مَا ذَكَرهُ الشَّيْخُ في وَصْفِ النُّسْخَةِ وفِيمَا لمْ يَذْكُرْهُ:
١ - ذَكَر أنَّ الأَوْرَاقَ الأُولىَ السَّاقِطَةَ مِنَ الكِتَابِ حَوَتْ عَلَى تَرَاجِمِ العَشرَةِ المُبَشَّرَةِ بالجنَّةِ، قالَ: (حيثُ لمْ يَرِدْ لَهُم تَرَاجِمُ في الأَجْزَاءِ المَوْجُودَةِ مِنَ الكِتَابِ) أَقُولُ: لا أَظُنَّ أنَّ هَذِه الأَوْرَاقَ حَوتْ تَرَاجِمَ العَشرَةِ، وإنَّما أُرَجِّحُ أنْ تَكُونَ فِيهَا مُقَدِّمَةٌ للمُؤَلِّفِ، ثُمَّ ذِكْرٌ للنَسَبِ الزَّكِىِّ للنبىِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ، ونُبْذَةٌ عَنْ وِلَادتهِ، ونَشْأتهِ الأُولىَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، ثُمَّ سَرْدٌ لِمَنْ وُلِدَ في عَهْدِ النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وهذا الأَخْيرِ هو الذي بدأتْ به النُّسْخَةُ التي وَصَلَتْنَا، أَمَّا تَرَاجِمُ العَشَرةِ فقدْ جاءتْ في مَوَاضِعَ في الكِتَابِ، وسنَذْكُرهَا في فِهْرِس الأَعْلَامِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
٢ - قَوْلهُ: (وقد مَلَكَها شَخْصٌ اسْمُهُ: أَبو جَعْفَرٍ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبي بَكْرِ بنِ خَالَويه البَقَّالُ) قُلْتُ: هذا الشَّخْصُ هُو أَيْضًا نَاسِخُ هَذِه النُّسْخَةِ، كَمَا ذَكَر ذَلِكَ ابنُ نَاصِرِ الدِّينِ الدِّمَشْقِيُّ فقالَ (١): (وذَكَرهُ أَبو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَنْدَه في تَارِيْخه الذي سَمَّاهُ المُسْتَخْرَجُ بالمَدِّ مَفْتُوحُ الأَوَّلِ مَضْمُومُ الثَّانِي، مُقَيَّدَا بالخَطِّ فِيمَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ خَالَويْه أَبي جَعْفَرٍ مُحمَّدِ بنِ أَحْمَدَ البَقَّالِ، وذَكَر ابنُ مَنْدَه أنَّهُ تُوفيِّ سنةَ ثَمَانِينَ وثلاثِ مئةٍ.
٣ - قَوْلهُ: (فَرأَيْتُها -يَعْنِي المَخْطُوطةَ- جَدِيرةً بالمُطَالَعةِ، وبأنْ أَصِفَها، وأنْ
(١) توضيح المشتبه ١/ ١٢٠.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute