بالذَّبْحِ، فَكُبُر ذَلِكَ عَلَيْهِم، وقَالُوا: ما كَذَبنا شَيْئًا قَطُّ، قالَ زُهَيرُ بنُ أَبي أُمَيَّةَ: مَهْلًا يا أَبا القَاسِمِ، مَا كُنْتَ جَهُولًا، فَفَرَّجُوا عنهُ، واشْتَدُّوا على مَنِ اتَّبَعَهُ على دِينِ الله عزَّ وَجَلَّ، مِنْ آبَائِهِم، وإخْوَانِهِم، وقَبَائِلِهم، فكَانَتْ فِتْنَةً شَدِيدَةً، وزِلْزَالًا شَدِيدًا، فَمِنْهُم مَنْ عَصَمهُ الله تَبَاركَ وتَعَالىَ، ومِنْهُم مَن افْتُتِنُ، فَلَمَّا فُعِل ذَلِك بالمُسْلِمينَ أَمَرَهُم رَسُولُ الله حِينَ دَخَل الشِّعْبَ مَعَ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ بالخُرُوجِ إلى أَرْضِ الحَبَشَةِ (١).
...
(١) سقط أول الحديث، وهو يتعلق بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص فيما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه، رواه ابن إسحاق في السيرة، كما في تهذيب ابن هشام ص ٢٦٠، وعنه: أحمد ٢/ ٢١٨، والبزار ٦/ ٤٥٦، وابن حبان في صحيحه ١٤/ ٥٢٥ وغيرهم، وأوله كما في رواية أحمد: (قال يعقوب: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تُظهر من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفّه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرّق جماعتنا، وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا، قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفا بالبيت، فلما أن مرّ بهم غمزوه ببعض ما يقول، قال: فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فقال: تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمَّد بيده لقد جئتكم بالذَّبح ...)