للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا هَاشِمُ بنُ يُونُسَ [العَصَّارُ] (١)، حدَّثنا أَبو صَالِحٍ عَبْدُ الله بنُ صَالِحٍ، حدَّثنا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، حدَّثنا عُقَيْلُ بنُ خَالِدٍ، قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأَخْبَرنيِ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ أنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا زَوْجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالتْ: لمْ أَعْقِلْ أَبَويّ قَطُّ إلَّا وَهُمَا يَدِينَان الدِّينَ، ولمْ يمُرّ عَلَيْنَا يومٌ إلَّا يأْتَيْنَا فيهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - طَرَفيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وعَشِيًّا، فَلَمَّا ابْتُلِي المُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبو بَكْرٍ رَضِي الله عنهُ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الحَبَشَةِ حَتَّى إذا بَلَغَ بِرْكَ الغُمَادِ (٢) [لَقِيهُ] (٣) ابنُ الدُّغُنَّةِ وَهُوَ سَيِّدُ القَارَّةِ (٤)، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يا أَبَا بَكْرٍ؟ فقَالَ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي فأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ في الأَرْضِ فأَعْبُدَ رَبِّي تَبَارَكَ وتَعَالىَ، فقَالَ ابنُ الدُّغُنَّةِ: فإنَّ مِثْلَكَ لا يَخْرُجْ لا يُخْرَجْ (٥)، إنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، وتحْمِلُ الكَلَّ، وتُقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، وأَنا لَكَ جَارٌ فارْجِعْ فاعْبُدْ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِبَلَدِكَ، فَرَجَعَ وارْتَحلَ مَعَهُ ابنُ الدُّغُنَّةِ، فطَافَ ابنُ الدُّغُنَّةِ في أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فقَالَ لَهُم: إنَّ أَبا بَكْرٍ لا


(١) جاء في الأصل: (العصال)، وهو خطأ، وهاشم بن يونس مصري يروي عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري ونُعيم بن حماد وغيرهما، روى عنه الطبراني وغيره، توفي سنة (٢٨٠)، ينظر: تاريخ الإِسلام ٢١/ ٣٢٠، وإرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني ص ٦٧٠.
(٢) الغماد -بكسر الغين المعجمة، ويقال: بالضم والكسر أشهر، كما قال ياقوت الحموي في المعجم ١/ ٣٩٩ - وهو اسم موضع باليمن، وقيل هو موضع وراء مكة بخمْس ليال وجاء في كتاب المعالم الأثيرة ص ٤٧: ويبدو أنها أمكنة متعددة ينطبق عليها وصف واحد، إما الوعورة، وإما البعد والوعورة.
(٣) جاء في الأصل: (لقيها) وهو مخالف للسياق ولما جاء في المصادر.
(٤) ابن الدُّغُنَّة بضم الدال والغين وتشديد النون، ويقال: بفتح الدال المهملة وكسر الغين المعجمة وفتح النون المخففة على مثال الكلمة، وحكى أبو علي الجيّاني فيه الوجهين، ينظر: عمدة القاري ١٢/ ١٢٣. والقارة -بفتح القاف وراء مشددة- اسم ليثيع بن مليح ينسب إلى إلياس بن مضر، ينظر: اللباب ٣/ ٦ - ٧.
(٥) جاء في الأصل: (لا يَخْرُجْ يا أبا بكر لا تُخْرَجْ أنت)، وهو خطأ والتصويب من المصادر، وقد وضعت فوق (لا تُخْرَجْ) الثانية علامة تمريض.