للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [سوة الحج، الآية: ١١] (١).

قالَ أَبو إسْحَاقَ: فَذَكَرْتُ هَذا الحَدِيثَ لابنِ عُيَيْنَةَ، فقالَ: حدَّثنِي عَمْرو، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ، وزَادَ فيهِ: نَزَلَتْ الآيةُ الأُخْرَى {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا} [سورة النحل، الآية:١١٠].

أَخْبَرنا أَبِي رَحِمُهُ الله، أَخْبَرنا أَبو عَمْرو المَدِينِىُّ، ومُحمَّدُ بنُ عَبْدِ الله بنِ المُنْذِرِ، قالَا: حَدَّثنا مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ، ح:

وأَخْبَرنا مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحُسَينِ الكُرَاعِيُّ، أَخْبرَنا أَبو العبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ النَّضْرِيُّ، حدَّثنا أَبو بَكْرٍ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حدَّثنا أَبو عَمْرو مُعَاوَيةُ بنُ عَمْرو، حدَّثنا أَبو إسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَن ابنِ سِيرِينَ قالَ: بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَوَّاتَ بنَ جُبَيرٍ -وكَانَ بَدْرِيًّا- طَلِيعَةً إلى المُشركِينَ، وكَانَ يمْشِي مِنَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ثُمَّ وَضَعَ رأْسَهُ في بَعْضِ اللَّيْلِ فَنَامَ، فَبَعَثَ المُشرِكُونَ طَلِيعَةً لَهُم فَمَرَّ بِخَوَّاتٍ وَهُو نَائِمٌ، فَعَرفَهُ فأَدْخَلَ يَدَهُ تحْتَهُ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِه، قالَ خَوَّاتُ: فاسْتَيْقَظْتُ ورَجُلٌ يَحْمِلَنِي عَلَى عَاتِقِه فعَرَفْتُ أنَّهُ طَلِيعَةُ المُشرِكِينَ وَجَدَنيِ نَائِمًا فَتَنَاوَمْتُ فَجَعَلْتُ أَضْرِبُ بِيَدِي، وعَهْدِي بِهِم لا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْهُم إلَّا مَعَهُ مِعْوَلٌ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى المِعْوَلِ، فانْتَزَعْتُهُ ووَجَأْتُ بِهَا في كَبِدِه فَقَتَلْتُهُ، فأَتَى جِبريلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فأَخْبَرهُ الخَبَر، فقالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ظَفِرَتْ يَدُ خَوَّاتُ، ثُمَّ أَخْبَر أَصْحَابَهُ، قالَ: كانَ مِنْ أَمْرِ خَوَّاتٍ كَذَا وكَذَا،


(١) بحثت عن الأثر في كتاب السير لأبي إسحاق الفزاري فلم أجده، ورواه بنحوه الطبراني في المعجم الكبير ١١/ ٤٤٤.