للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنِ مَعْدَانَ، فأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أيْ سَنَةٍ كَتَبْتَ عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ؟ فقالَ: سنةَ ثَلَاثَ عَشَرةَ -يَعْنِي- ومَائةً، فَقُلْتُ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ بعدَ مَوْتهِ بِسَبْعِ سِنِينَ؟ قالَ إسْمَاعِيلُ: مَاتَ خَالِدٌ سنَةَ سِتٍّ ومَائةٍ) (١).

وهَذا الكِتَابُ الذي وَفَّقَنَا الله تَعَالىَ إلى خِدْمَتهِ يَتَناوَلُ جَانِبًا مُهِمًّا في هذا العِلْمِ الجَلِيلِ، فإنَّهُ بعدَ أنْ ذَكَر قَضَايا جِلِيلةً تَتَعلَّقُ بالسِّيرةِ النَّبَويَّةِ وبَعْضَ الفَوَائدِ الأُخْرَى المُتَعَلِّقَةِ بِها، عرَّجَ على أَسْمَاءِ الصَّحَابةِ الذينَ عُرِفُوا بالرِّوايةِ، والوِفَادةِ، والإدْرَاكِ، والصُّحْبةِ، والمُشَاركةِ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الَأحْدَاثِ، مُرَتَّبِينَ عَلَى حُرُوفِ المُعْجَمِ، ثُمَّ قامَ بِسردِ أَهَمِّ الَأحْدَاثِ السيَاسِيَّة، مُرَتِّبا ذَلِكَ على الحَوْلِيَّاتِ، مَعَ سردِ مَنْ تُوفِّي فيها مِنَ أَعيَانِ المُحَدِّثينَ والرُّوَاةِ وغَيرهم، ومَنْ وُلِدَ مِنْهُم، وَهُو يَظْهَرُ لأَوَّلِ مَرَّةٍ بعدَ أنْ خَدَمْتُهُ بِضبْطِ نُصُوصه، والتَّعْلِيقِ عَلَيه بالتَّخْرِيجِ والتَّوْضِيحِ والاسْتِدْرَاكِ، مع التَّقدِيمِ له بدراسةٍ موسَّعةٍ عن المؤلِّف وكتابهِ، ثم خَتَمْتُ الكتابَ بفهارسَ منوَّعةِ كشّافَةِ، آملًا أنْ أكُوَنَ قدْ وُفِّقْتُ فِيمَا ذَهَبْتُ إليه مِن اجْتِهَادٍ، وإلى مَا وَصَلتُ إليهَ مِن اعْتِقَادٍ، وفي ظَنِّي أَنَّنِي اسْتَنْفَدتُ غَايةَ الطَّاقةِ والجُهْدِ، والكَمَالُ للِّهِ وَحْدَهُ، وما تَوْفِيقِي إلاَّ باللِّه، عَلَيْه تَوكَّلْتُ، وإليه أُنِيبُ (٢).


(١) رواه الخطيب في (الجامع) ١/ ١٣٢، وابن عساكر في تاريخه ١٦/ ٢٠٤.
(٢) أقدِّم خالصَ الشكر والتقدير إلى الشيخ الفاضل فهمي المتولي لما قام به من مراجعة الكتاب، وإبداء الملاحظات المفيدة التي تدل على علمه وفضله، فجزاه الله خيرا، وبارك فيه، وأقدم الشكر أيضًا إلى الأخ الخطاط المبدع مصطفى عبد العزيز العاني الذي قام برسم عنوان الكتاب بخطه الجميل، كما أشكر كذلك بعض طلابى النجباء لما قاموا من مساعدتي في نسخ قسم من الكتاب، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>