أما البدل فهو عبارة عن تقدم الهمز على المد مع كون هذا الهمز مفتوحا نحو آمَنَ*، أو مكسورا نحو إِيماناً*، أو مضموما نحو أُوتُوا*.
وسمى بدلا لأنه مبدل من همز إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين فى كلمة أولاهما متحركة، والأخرى ساكنة، فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى للتخفيف، فإن كانت الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا لمجانستها للفتحة، وإن كانت الأولى مكسورة أبدلت الثانية ياء لمجانستها للكسرة.
وإن كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا لمجانستها للضمة كما فى الأمثلة السابقة.
وحكمه: الجواز لجواز قصره إلى حركتين اتفاقا، وجواز توسطه ومده عند ورش فقط، ومقدار مده الواجب علينا مراعاته هو حركتان فقط كالطبيعى.
ثم إن البدل إما أن يكون ثابتا وصلا ووقفا فى وسط الكلمة نحو وَآتُوا*، أو فى آخرها نحو إِي وَرَبِّي.
وإما أن يكون ثابتا فى الوقف دون الوصل كالألفات المبدلة من التنوين فى نحو دُعاءً* ونِداءً* عند الوقف عليها، وإن كان هذا النوع من البدل فى الحقيقة من قبيل الطبيعى المشبه للبدل، أما أنه من قبيل الطبيعى فلأن المد ليس مبدلا من همز، وأما أنه مشبه البدل فلأنه مد تقدم عليه همز، وقد يكون ثابتا فى الابتداء فقط دون الوصل نحو ائْتُونِي بِكِتابٍ.
ثم اعلم أن البدل إذا وقع بعده همز فى كلمة نحو بُرَآؤُا اعتبر أنه مد متصل، أو فى كلمتين نحو وَجاؤُ أَباهُمْ اعتبر أنه منفصل، أو سكون عارض نحو مَآبٍ* اعتبر أنه عارض للسكون وألغى فى الجميع كونه بدلا لقوة هذه المدود بالنسبة إلى البدل وتقدمها فى المرتبة عليه.