أما الوقف التام فهو: الوقف على كلام تام فى ذاته غير متعلق بما بعده لفظا ولا معنى.
وسمى تاما لتمام الكلام به، واستغنائه عما بعده، ويوجد غالبا فى أواخر السور، وأواخر القصص، كالوقف على الرحيم من قوله: وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* فى مواضعها الثمانية بالشعراء لانتهاء الكلام عندها عن قصة والبدء فى قصة أخرى، وعند انقطاع الكلام على موضوع معين للانتقال إلى غيره كالوقف على تَعْلَمُونَ من قوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بالبقرة لأنه نهاية الكلام على أحكام الطلاق، وما بعده بدء فى سرد أحكام أخرى.
وصوره أربع لأنه قد يكون على رءوس الآى كالمثالين السابقين، أو قريبا من رأس الآية كالوقف على قوله تعالى: وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ بالبقرة، أو فى وسط الآية كالوقف على قوله تعالى: كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ بالأنعام، وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ بالنساء، وعلى قوله تعالى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ بالنساء أيضا. لأن هذا الجزء من الآية قد أنزل فى وقت غير الذى أنزل فيه الجزء الآخر منها وهو: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا على ما ذكره النيسابورى، أو قريبا من أول الآية نحو مَرِيداً لَعَنَهُ اللَّهُ، وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ وهذا الوقف على كل حال هو أقل الوقوف الجائزة ورودا فى القرآن بينما هو أعلاها مرتبة.