فى الآية الموقوف على رأسها نحو صِراطَ الَّذِينَ فإنه بدل من الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* الموقوف عليه، فقد اختلف فى جواز الابتداء بما بعد رأس الآية فى كل من هاتين الحالتين أو لا.
والظاهر من كلام الجزرى- وهو ما استريح إليه- جواز الابتداء بما بعد رأس الآية فى هاتين الحالتين بصرف النظر عن كونه فى إحداهما لا يهم منه معنى، وفى الأخرى تابعا لمتبوع فى الآية الموقوف على رأسها عملا بحديث تقطيع القراءة والوقف على رءوس الآى والابتداء بما بعدها.
وأما الوقف القبيح فهو: الوقف قبل أن يتم الكلام فى ذاته كالوقف بين الفعل وفاعله، والمبتدأ وخبره، والمضاف والمضاف إليه، ونحو ذلك، وسمى قبيحا: لقبح الوقف عليه، إلا لضرورة وصوره أربع لأنه قد يكون على رءوس الآى كالوقف على قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ، أو قريبا منه كالوقف على لفظ الجلالة من قوله: فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ، أو فى وسط الآية كالوقف على خَيْرٍ، من قوله تعالى: وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، أو قريبا من أول الآية كالوقف على الْحَقُّ* من قوله تعالى: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ*.
وحكمه: أنه لا يجوز الوقف عليه، إلا لضرورة كضيق النفس، فإن وقف عليه ابتدئ بالكلمة التى وقف عليها إن صلح الابتداء بها وإلا فبما قبلها مما يصلح الابتداء به.
[حكم الوقف والابتداء إذا أوهم أحدهما معنى شنيعا]
ومن الغاية فى القبيح الوقف الموهم معنى شنيعا كالوقف على قوله تعالى:
لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ، أو بين النفى والإيجاب كالوقف على قوله تعالى: