وأما مراتبه فخمس، وهى: اللازم- فالمتصل- فالعارض للسكون- فالمنفصل- فالبدل، ويجمعها على هذا الترتيب قول الشاعر:
أقوى المدود لازم فما اتصل ... فعارض فذو انفصال فبدل
وإنما كان اللازم أقوى هذه المدود جميعا لأصالة سببه وهو السكون، أى ثبوته وصلا ووقفا، واجتماعه معه فى كلمة أو حرف وللزوم مده حالة واحدة وهى مده ست حركات.
إنما كان المتصل فى المرتبة الثانية لأصالة سببه وهو الهمز، واجتماعه معه فى كلمة واحدة غير أنه مختلف فى مقدار مده. وإنما كان العارض للسكون فى المرتبة الثالثة لاجتماع سببه وهو السكون معه فى كلمة واحدة، غير أن السكون عارض ومختلف فى مقدار مده، وإنما كان المنفصل فى المرتبة الرابعة لانفصال سببه عنه وهو الهمز، والاختلاف فى مقدار مده.
وإنما كان البدل فى المرتبة الأخيرة لأن المدود السابقة جميعا يقع سببها بعدها بينما يتقدم سبب البدل عليه ولأن المدود السابقة كلها أصلية ولم تبدل من شىء آخر، بخلاف المد البدل فإنه مبدل من همز على ما سيأتى بيانه.
[وفائدة ترتيب هذه المدود على هذا الوجه تظهر فى أمرين]
أحدهما: أنه لا يجوز مد الأضعف مع قصر الأقوى، فلا يجوز مثلا مد المنفصل خمس حركات مع مد المتصل أربعا وإلا لزم مد الأضعف مع قصر الأقوى وهو ما لا يجوز، ويترتب على ذلك ستة أمور:
(١) أنه إذا قصر العارض جاز فى المتصل أربعا أو خمسا. فأما جواز الأربع فلأنه أدنى مقدار المتصل فيتناسب مع أدنى مقدار للعارض وهو القصر، وأما جواز الخمس فلأن المتصل أقوى من العارض فلا مانع من زيادته عليه.