للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يصح أن يدغم فى النون شىء مما أدغمت هى فيه خشية زوال الألفة بين النون وأخواتها من حروف «يرملون».

وقد يرد على ذلك بأن لام (ال) تدغم فى النون وجوبا، فلماذا لا تدغم لام الفعل فى النون كذلك؟ والجواب على ذلك أن لام ال مع النون كثيرة الوقوع فى القرآن فهى أحوج إلى الإدغام تسهيلا للنطق، بخلاف لام الفعل قبل النون فهى قليلة الوقوع فى القرآن، فلو أظهرت لم تكن فى إظهارها مشقة.

[تعريف لام الاسم، وحكمها]

وأما لام الإسم فهى الواقعة فى كلمة فيها إحدى علامات الاسم، أو تقبل إحداها وتكون متوسطة على الدوام نحو أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ، ولا تكون متطرفة كلام الفعل، وحكمها: وجوب الإظهار مطلقا.

[لام الحرف، وحكمها]

وأما لام الحرف فهى الواقعة فى:" هل، وبل" فقط. ولا يوجد غيرهما فى القرآن، وحكم بل حكم لام الفعل تماما أى وجوب الإظهار نحو بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ* ما لم يقع بعدها لام فتدغم فيها للتماثل نحو بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا أو راء فتدغم فيها للتقارب نحو بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، ويستثنى من ذلك بَلْ رانَ التى يجب السكت فيها على اللام كما تقدم.

والسكت يمنع الإدغام، وأما لام هل فحكمها الإظهار دائما نحو هَلْ تَرَبَّصُونَ إلا إذا وقع بعدها لام فتدغم فيها للتماثل نحو هَلْ لَكُمْ.

أما وقوعها قبل الراء فلم يوجد فى القرآن، ولذلك فرقت بينها وبين لام بل مع كون كل منهما حرفا على عكس ما يرى فى أكثر كتب التجويد من التسوية بينهما فى الحكم الذى يوهم وقوع كل من هل وبل فى القرآن قبل اللام والراء، وهو غير صحيح لما ذكر.

<<  <   >  >>