وأسقطوا الجوف، ووزعوا الحروف التى تخرج منه كالمذهب السابق، وزادوا أن اللام، والنون، والراء تخرج من مخرج واحد، وهو طرف اللسان، وبذلك جعلوا مخارج اللسان ثمانية بدلا من عشرة.
[تعدد مخارج الحروف بعدد الحروف فى الحقيقة]
والحقيقة كما أرى أن الاختلاف السابق فى عدد مخارج الحروف مبنى على التقريب لا على التحديد، إذ أن المخارج لا بد أن تتعدد بتعدد الحروف الهجائية التى لا بد لكل منها مخرج خاص به يميزه عن غيره من الحروف، فالأقوال السابقة المبنية على خروج حرفين أو ثلاثة من مخرج واحد إنما هى على سبيل التجوز والتقريب، لا على سبيل الحقيقة والتحديد.
[تفصيل مخارج الحروف]
وإليك فيما يلى مخارج الحروف تفصيلا على مذهب الجمهور لأنه المختار مرتبة بترتيبها فى نظم الجزرى:
[الجوف، وحروفه، وما تسمى به، ووجه هذه التسمية]
أما الجوف ففي اللغة: الخلاء. وفى الاصطلاح: الخلاء الواقع داخل الحلق والفم، ومنه تخرج الألف المدية المفتوح ما قبلها نحو قالَ*، والياء المدية المكسور ما قبلها نحو قِيلَ*، والواو المدية المضموم ما قبلها نحو يَقُولُ*، وتسمى جوفية لخروجها من الجوف، وتسمى مدية لامتداد الصوت فى يسر عند النطق بها، وتسمى حروف العلة لتأوه العليل: أى المريض بها.
[مخارج الحلق، وحروفه، وما تسمى به، ووجه هذه التسمية]
وأما الحلق ففيه ثلاثة مخارج تخرج منها ستة أحرف، وهى: