اعلم أن للمد تعريفا وحروفا وأحكاما، وفيما يلى بيانها:
فأما المد فهو لغة: الزيادة ومنه قوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ أى يزدكم. واصطلاحا: إطالة الصوت «١» بحرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون.
وأما القصر فضد المد وهو لغة: الحبس ومنه قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ أى محبوسات. واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف المد قدر حركتين فقط عند عدم ملاقاة همز أو سكون.
[حقيقة المد، والقصر، والمصطلح عليه فى تحققهما به]
وحقيقة المد تحققه بأى مقدار ولو حركتين. وحقيقة القصر عدم المد مطلقا. لكن المصطلح عليه فى علم التجويد كما يستفاد من تعريفى المد والقصر السابقين أن القصر هو مقدار حركتين، والمد هو ما فوق ذلك.
[مقدار الحركة فى كل من المد، والغنة، والسكتة]
ويلاحظ أنه يأتى فى موضوع المد والقصر ذكر الحركة بكثرة مما يتحتم معه بيان مقدارها. وليس مقدار الحركة هو نصف الألف، أو قبض الإصبع، أو بسطه، كما يرى أكثر الباحثين فى هذا الفن لأن هذه الأمور غير منضبطة فى ذاتها بالإضافة إلى عدم تناسبها مع مراتب القراءة المختلفة سرعة وبطءا، لذلك أرى أن مقدار الحركة هو مقدار النطق بحرف هجائى على الوجه الذى يقرأ به القارئ من السرعة أو البطء، وعلى هذا فإن ما مقدار مده حركتان
(١) الأصح في التعريف أن يقال هو إطالة زمن صوت حرف المد.