ذلك من بدء أحدهم بجزء من الآية وإكمال الآخر لها، الأمر الذى يتنافى مع قدسية القرآن وجلاله.
أدعو الله لى ولكل مبتل بشيء من هذه المحرمات أن يغفر الله لنا ما مضى، وأن يوفقنا للصواب، وإلى تلاوة القرآن على الوجه الذى يرضاه ربنا وأنزله به على رسولنا فيما بقى من عمرنا.
[أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن]
كان بعض السلف الصالح إذا ختم القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاء بما فى القرآن منه، ولجأ إلى الاستغفار مع الخجل، والحياء اعترافا بالتقصير وخوفا من الله.
ومنهم من كان إذا ختم القرآن أردف الختام مباشرة بقراءة فاتحة الكتاب وأول البقرة حتى قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ رجاء أن يكون مثلهم.
ومنهم من كان إذا ختم القرآن دعا بما شاء من الأدعية، أو بالدعاء المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلّم بعد ختم القرآن، وهو:
«اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك، ناصيتنا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته فى كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا وقائدنا إليك، وإلى جناتك جنات النعيم، ودارك دار السلام، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين،