ولكن لا يجوز لحفص الوقف فيه إلا على ما دون أَيًّا خلاف لقاعدة الوقف على المقطوع والموصول، وذلك لروايتها عنه، والنص عليها كذلك دون غيرها، ثم إن كل كلمة قرآنية لا تخرج فى الحقيقة عن كونها مقطوعة أو موصولة رسما، وإنما عنيت كتب التجويد والقراءات والرسم ببيان المقطوع والموصول من بعض الكلمات القرآنية لما قد يكون فى رسمها من حيث القطع والوصل من الغموض الذى لا يوجد فى البعض الآخر، وعلى هذا فسأكتفى هنا ببيان حكم ما نص عليه فى أكثر هذه الكتب من هذه الكلمات قطعا ووصلا وهى اثنتان وأربعون كلمة دون غيرها من الكلمات الظاهر حكمها من حيث القطع والوصل ظهورا لا يحتاج معه إلى بيان معتمدا على وضوحها من جهة، وذكاء القارئ من جهة أخرى.
[أقسام المقطوع والموصول]
وتنقسم الكلمات المراد بيان حكمها هنا من حيث القطع والوصل إلى ثمانية أقسام فيما يلى:
«القسم الأول»: مقطوع دائما باتفاق الرسام وهو خمس كلمات وهى:
١ - حيث مع ما، فى: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ* موضعين بالبقرة ولا يوجد غيرهما فى القرآن.
٢ - أن (بفتح الهمزة وسكون النون) مع لم، فى ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ بالأنعام، أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بالبلد، ولا يوجد غيرهما فى القرآن.
٣ - (عن) الجارة مع (من) بفتح الميم، فى: وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ بالنور، عَنْ مَنْ تَوَلَّى بالنجم، ولا يوجد غيرهما فى القرآن.
٤ - أيا مع ما، فى: أَيًّا ما تَدْعُوا بالإسراء.
٥ - (من) الجارة إذا لم يكن بعدها مضمر، ولا (من) بفتح الميم، ولا (ما) نحو مِنْ مالِ اللَّهِ- مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ- وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا.