ذكرته في نفيي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم كما ثبت في الصحيح كذلك فعل في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم - بأن قابل صلاة العبد عليه بأن يصلي عليه سبحانه وكذلك إذا سلم عليه يسلم عليه عشراً فله الحمد والفضل.
[الفصل الثالث: فائدة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها]
قال القاضي أبو بكر بن العربي قد قال الله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فما فائدة هذا الحديث قلنا: أعظم فائدة وذلك أن القرآن أقتضى أن من جاء بحسنة تضاعف عشراً والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حسنة فيقتضي القرآن أن يعطي عشر درجات في الجنة فأخبر الله تعالى أنه يصلي على محمد صلى على رسوله عشراً، وذكر الله للعبد أعظم من الحسنة مضاعفة، قال وتحقيق ذلك أن الله تعالى لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره كذلك جعل جزاء ذكر نبيه ذكره لمن ذكره يعني كما تقدم، قلت قال الففاكهاني وهذه نكتة حسنة جاد فيها وأفاد انتهى. لكن قد قال العراقي بل بم يقتصر سبحانه وتعالى في الصلاة على نبيه بأن يصلي على المصلي عليه بالواحدة عشراً بل زاده على ذلك رفع عشر درجات وحط عشر سيئات كما تقدم في حديث أنس وزاده أيضاً على ذلك كتابه عشر حسنات مع ما تقدم كما في حديث أبي بردة وعمير بن نيار وزاد في حديث البراء، وكن له كعتق عشر رقاب، وفي إسناده من لم يسم.
وفي هذه الأحاديث دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف صلاة الله على المصلي وتضعيف الحسنات وتكفير السيئات ورفع الدرجات وإن عتق الرقاب مضاعفة فأكثر من الصلاة على سيد السادات ومعدن أهل السعادات فإنها وسيلة لنيل المسرات، وذريعة لا نفي الصلاة ومنه المضرات ولك بكل صلاة صليتها عليه عشر صلوات، يصليها عليك جبار الأرضين والسموات مع حط سيئات، ورفع درجات، وصلاة ملائكته الكرام عليك في دار المقام، - صلى الله عليه وسلم - تسليماً كثيراً.