قبل ذلك فإنه لما قتل الحاكم ابن العزيز أمرت أخته ست الملك أن يسلم على ولده الظاهر فيلم عليه بما صورته السلام على الإمام الظاهر ثم أستمر السلام على الخلفاء بعده خلفاً بعد سلف إلى أن أبطله الصلاح المذكور جوزي خيراً.
وقد اختلف في ذلك هل هو مستحب أو مكروه أو بدعة أو مشروع وأستدل للأول بقوله تعالى:{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} ، ومعلوم أن الصلاة والسلام من أجل القرب لا سيما وقد تواردت الأخبار على الحث على ذلك مع ما جاء في فصل الدعاء عقب الأذان والثلث الأخير من الليل وقرب الفجر والصواب أنه بدعة حسنة يؤجر فاعله بحسن نيته وقد نقل عن ابن سهل من المالكية في كتابه الأحكام حكاية الخلاف في تسبيخ المؤذنين في الثلث الأخير من الليل ووجه من منع ذلك أنه يزعج النوام وقد جعل الله تعالى الليل سكناً وفي هذا نظر والله الموفق.
[(الصلاة عليه في يوم الجمعة وليلتها)]
وأما الصلاة في يوم الجمعة وليلتها فقد قال الشافعي - رضي الله عنه - أحب كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل وأما في يوم الجمعة وليلتاها أشد استحباباً انتهى.
وتقدم في الباب الرابع مما يدخل هنا حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وأوس بن أوس، وأبي إمامة، وأبي الدرداء وأبي مسعود وعمر بن الخطاب وأبنه عبد الله والحسن البصري، وخالد بن معدان ويزيد الرقاشي وابن شهاب الزهري مبنية زاضحة فلا نعيد ذكرها هنا وعن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال من صلى علي يوم الجمعة مائتي صلاة غفر له ذنب مائتي عام أخرجه الديلمي ولا يصح.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من