قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل كلام لا يذكر الله تعالى فيه فيبدأ به وبالصلاة علي فهو أقطع ممحوق من كل بركة أخرجه الديلمي في مسند الفردوس وأبو موسى المديني والمحاملي في الإرشاد ومن طريقه الرهاوي في الأربعين له وسنده ضعيف وهو في الثاني من فوائد أبي عمرو بن منذة بلفظ كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله ثم الصلاة علي فهو أقطع أكتع ممحوق من كل بركة والحديث مشهور لكن بغير هذا اللفظ وقد قال الشافعي أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته وكل أمر طلبه حمد الله والثناء عليه سبحانه وتعالى والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[(الصلاة عليه عند ذكره)]
وأما الصلاة عليه عند ذكره ففيه أحاديث في الباب الثاني والثالث وتقدم الحكم فيه في المقدمة وقد نقل عياض رحمه الله عن ابن إبراهيم التجيبي أنه قال واجب على كل مؤمن ذكره - صلى الله عليه وسلم - أو ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من حركته ويأخذ من هيبته - صلى الله عليه وسلم - وإجلاله بما كان يأخذ به نفيه لو كان بين يديه ويتأدب بما أدبنا الله تعالى به قال وهذه كانت سيرة سلفنا الصالح وأئمتنا الماضين وكان مالك - رضي الله عنه - إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه فقيل له يوماً في ذلك فقال لو رأتيم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون لقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا تكاد تسأله عن حديث ابداً إلا يبكي حتى نرحمه ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي - صلى الله عليه وسلم - أصفر وما رأيته يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا على طهارة ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فننظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فيه هيبة لرسول الله ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي حتى لا يبقى في عينه دموع ولقد رأيت الزهري وكان من اهنأ الناس وأقربهم فإذا ذكر عنده النبي - صلى الله عليه وسلم - فكأنه ما عرفك ور عرفته ولقد كنت آتي صفوان بن