العبادات وأجل الطاعات لقوله - صلى الله عليه وسلم - من نذر أن يطيع الله فليطعه الثاني لو خاطب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في عصره مصلياً لزمه الجواب بالنطق في الحال لكن قال بعض المالكية يحتمل أن يجيبه بقطع النافلة أو يجيبه بالصلاة عليه أو بلفظ القرآن وكل ذلك خلاف الظاهر والله الموفق.
[(محل الصلاة)]
وأما محلها فيؤخذ مما أوردناه من بيان الآراء في حكمها وكذا من الباب الأخير.
[(المقصود بالصلاة)]
وأما المقصود بها فقال الحليمي المقصود بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - التقرب إلى الله تعالى بإمتثال أمره وقضاء حق النبي - صلى الله عليه وسلم - وتبعه ابن عبد السلام فقال ليست صلاتنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - شفاعة منا له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا فإن عجزنا عنها كافيناه بالجعاء فارشدنا الله لما علم عجزنا لمن أحسن إلينا وأنعم علينا فإن عجزنا عنها كافيناه بالدعاء فارشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا وأفضاله علينا إذ لا إحسان أفضل من إحسانه - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو محمد المرجاني صلاتك عليه في الحقيقة لما كان نفعها عائداً عليك صرت في الحقيقة داعياً لنفيك وقال ابن العربي فائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه لدلالة ذلك على نصوح العقيدة وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والإحترام للواسطة الكريمة انتهى.
وقال غيره من أعظم شعب الإيمان الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - محبة له لحقه وتوفيراً له وتعظيماً والمواظبة عليها من باب شكره - صلى الله عليه وسلم - وشكره واجب لما عظم منه من الإنعام فإنه سبب نجاتنا من الجحيم، ودخولنا في دار النعيم، وإدراكنا الفوز بأيسر الأسباب ونيلنا السعادة من كل