السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام على أهل البيت ورحمة الله وبركاته قلت: وجاء عن ابن عباس أن المراد بالبيوت هنا المساجد وعن النخعي قال إذا لم يكن في المسجد الحرام أحد فقل السلام على رسول الله وإذا لم يكن في البيت أحد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
[(الصلاة عليه في الرسائل وبعد البسملة)]
وأما الصلاة عليه في الرسائل وبعد البسملة فهو من سنة الخلفاء الراشدين التي أمر بها سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم. ذكر الحافظ أبو ربيع بن سالم الكلاعي في كتابه وغيره عن الواقدي بسنده عن ردة بني سليم أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب إلى طريقه ابن حاجز عاملة عليهم بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر خليفة رسول الله إلى طريفة بن حاجز سلام عليك فإني أحمد إليك الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد - صلى الله عليه وسلم - أما بعد إلى آخر الكتاب وقد مضى عليه عمل الأمة في أقطار الأرض من أول بني هاشم ولم ينكر ذلك ومنهم من يختم به الكتب وسيأتي قوله من صلى علي في كتاب وما أشبهه. وقد رأيت فيما نقل عن التاريخ المظفري إن أول من صدر الرسائل بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هارون الرشيد وما تقدم يرد إلا إنْ أُوِّل والله أعلم.
وفي الأذكار للنووي: في النهي عن لفظ أطال الله بقاءك، قال: ويروى عن حماد بن سلمة أن مكاتبة المسلمين كانت: من فلان إلى فلان أما بعد: سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلي على محمد وعلى آل محمد ثم أحدث الزنادقة هذه المكاتبات التي أولها أطال الله بقاءك، والله أعلم.
[(الصلاة عليه عند الهم والشدائد)]
وأما الصلاة عليه عند الهم والشدائد والكرب فعن أبي فيه حديث تقدم في الباب الثاني، وروى عنه - صلى الله عليه وسلم - مما لم أقف على أصله أنه قال من عسر عليه شيء فليكثر من الصلاة علي فإنها تحل العقد وتكشف الكرب وروى الطبراني في الدعاء من حديث محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال كان أبي إذا كربه أمر قام فتوضأ وصلى ركعتين ثم قال في دبر صلاته اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة فكم من كرب قد تضعف عنه الفؤاد وثقل فيه الحيلة ويرغب عنه الصديق ويشمت به العدو أنزلته بك وشكوته إليك ففرجته