شديداً ويفرج به كثيراً وإذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم وعن أبي أحمد الزاهد قال أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعاً في الدين والدنيا بعد كتاب الله تعالى أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما فيها من كثرة الصلاة عليه فإنها كالرياض والبساتين تجد فيها كل خير وبر وفضل وقد تقدم في آواخر الباب الثاني أيضاً وذكر ابن بشكوال في الصلة له في ترجمة أبي محمد عبد الله بن أحمد بن عثمان الطليطلي أنه كان يبدأ في المناظرة بذكر الله - عز وجل - والصلاة على محمد نبيه - صلى الله عليه وسلم - ثم يورد الحديث والحديثين والثلاثة والموعظة، ثم يبدأ بطرح المسائل وروى أبو نعيم في ترجمة عمر بن عبد العزيز من الحلية له بسند إلى الأوزاعي قال كتب عمر يعني ابن عبد العزيز أن يأمروا القصاص أن يكون جل أطنابهم ودعائهم الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[(الصلاة عليه عند كتابة الفتيا)]
وأما الصلاة عليه عند كتابة الفتيا فقال النووي رحمه الله في الروضة من زوائده يستحب عندة إرادة الإفتاء أن يستعيذ من الشيطان ويسمي الله تعالى ويحمده ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله ويقول رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني ثم قال وإذا كان السائل قد أغفل الدعاء أو الحمد والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر الفتوى الحق المفتي ذلك بحظه فإن العادة جارية به والله أعلم.
[(الصلاة عليه عند كتابه اسمه)]
وأما الصلاة عليه عند كتابه اسمه - صلى الله عليه وسلم - وما فيه من الثواب وذم من أغفله فأعلم أنه كما تصلي عليه بلسانك فكذلك خط الصلاة عليه ببنانك مهما كتبت اسمه الشريف في كتاب فإن لك به أعظم الثواب وهذه فضيلة يفوز بها تباع الآثار ورواة الأخبار وحملة السنة في لها من منة وقد أستحب أهل العلم أن يكرر الكاتب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما كتبه قالو ولا ينبغي إن يرمز بالصلاة كما يفعله الكسالى والكهلة وعوام الطلبة فيكتبون صورة (صلعم)