[الفصل الخامس: حديث أولى الناس في أقربهم منه في القيامة.]
قوله في حديث ابن مسعود أولى الناس بي أقربهم منه في القيامة وقد بوب عليه ابن حبان في صحيحه، ذكر البيان بأن أقرب الناس في القيامة يكون من النبي - صلى الله عليه وسلم - من كان أكثر صلاة عليه في الدنيا، ثم قال عقب الحديث: في هذا اتخبر بيان صحيح على أن أولى الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القيمة يكون أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منها انتهى قلت: وكذا قال عبيدة المخصوصون بهذا الحديث نقلة الأخبار الذين يكتبون أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ويذبون عنها الكذب أناء الليل وأطراف النهار وما نفيد كثرة الصلاة عليه إلا بالنعظيم له في الأسرار والإجهار، وروينا في رشف أصحاب الحديث للخطيب قال: قال لنا أبو نعيم هذه منقبة شريفة تختص بها رواة الآثار ونقلتها لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخاً وذكراً.
وقال غيره ممن تأخر فيه بشارة عظيمة لأصحاب الحديث لأنهم يصلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً، نهاراً وليللاً وعند القراءة والكتابة فهم أكثر الناس صلاة لذلك وأختصوا بهذه المنقبة من بين سائر فرق العلماء فلله الحمد على ما أحسن وتفضل.
[الفصل السادس: السلام عليه أفضل من عتق الرقاب]
إنما كان السلام عليه أفضل من عتق الرقاب لأن ثواب العتق إنما علم من جهته وعلى لسانه فكأن السلام عليه أفضل وأيضاً عتق الرقاب في مقابلته العتق من النار ودخول الجنة والسلام عليه في مقابلته سلام الله عز وجل وسلام من الله - عز وجل - أفضل من مائة ألف، ألف، ألف جنة فناهيك بها من منة فيأل الله العظيم أن يشد من محبتنا في هذا النبي المنة وأن يرزقنا مرافقته في الجنة وأن يجعله وقاية لنا من كل شر وجنة آمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.