إذا تقرر هذا فلم تزل تتشعب القالة في الاختلاف والنزاع.
[(الفرق بين النبي والرسول)]
الفرق بين النبي والرسول قال بعضهم الرسول الذي أرسل للخلق بإرسال جبرئيل إليه عياناً ومحاورته شفاها والنبي الذي تكون نبوته إلهاماً ومناماً فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً نقله الواحدي وغيره عن الفراء.
وقال النووي في كلام الفراء نقص فإن ظاهرة أن النبوة المجردة لا تكون برسالة ملك وليس كذلك وحكى القاضي عياض قولاً إنهما مفترقان من وجه إذ قد اجتمعا في النبوة التي هي الإطلاع على الغيب والإعلام بخواص النبوة أر الرفعة بمعرفة ذلك وحوز درجتها وأفترقا في زيادة الرسالة التي للرسول وهو الأمر بالإنذار والإعلام قال وذهب بعضهم إلى أن الرسول من جاء بشرع مبتدأ ومن لم يأت به نبي غير رسول وإن أمر بالإبلاغ والإنذار وقيل الرسول من كان صاحب معجزة وصاحب كتاب ونسخ شرع من قبله ومن لم يكن مجتمعاً فيه هذه الخصال فهم نبي غير مرسل وقال الزمخشري الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله كل هذه الأقوال قد حكاها المجد اللغوي قال وانا لا أذكر في ذلك إن شاء الله تعالى إلا قول من هجيراه التحقيق والتنيين وديدنة إزاحة القناع عن وحوه الدقائق بالكشف المبين.
[(النبوة أفضل من الإرسال)]
قال ابن عبد السلام في قواعده فإن قيل: أيهما أفضل النبوة أو الإرسال قلت النبوة أفضل لأن النبوة أخبار عما يستحقه الرب سبحانه تعالى من صفات الإجلال ونعوت الكمال وهي متعلقة بالله تعالى من طرفيها والإرسال دونها لأنه أمر بالإبلاغ إلى العباد فهم متعلق بالله من أحد طرفيه أفضل مما تعلق به من أحد طرفيه والنبوة