للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محلها والله أعلم ومما يستدل به لهذا المذهب أعني وجوب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كلمات ذكر الآية الكريمة فإن الأمر للوجوب ويحمل على التكرار أبداً بناء على أن الأمر يدل عليه وقد أنشد الشهاب بن أبي حجلة من قصيدة له:

صلوا عليه كلما صليتم لتروا به يوم النجاة نجاح

صلوا عليه كل ليلة جمعة صلوا عليه عشية وصباحا

صلوا عليه كلما ذكر اسمه في كل حين غدوة ورواحا

فعلى الصحيح صلاتكم فرض إذا ذكر اسمهوسمعتموه صراحا

صلى عليه الله ما شب الدجى وبدا مشيب الصبح فيه ولاحا

انتهى:

ولما ذكر الفاكهاني حديث البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي قال هذا يقوي قول من قال بوجوب الصلاة عليه كلما ذكر وهو الذي أميل إليه قلت ونقل ابن بشكوال عن محمد بن فرح الفقيهة أنه كان ينشد بين حسان:

هجوت محمداً واجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء

ويزيد فيه - صلى الله عليه وسلم - فيقال له ليس يتزن هكذا فيقول أنا لا أترك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عقبة بن بشكوال بقوله:

رحمه الله لقد كان يعجبني ما كان يفعله نفع الله بنيته في ذلك انتهى.

وقد اختلف القائلون بالوجوب كلما ذكر هل هو على العين فتجب على كل فرد فرداً والكفاية فإذا فعل ذلك البعض سقط عن الباقين فالأكثرون قالوا بالأول ومن القائلين بالثاني أبو الليث السمرقندي من الحنفية في مقدمته المعروفة قال شيخنا وقد تمسك القائلون بالوجوب كلما ذكر من حيث النقل بأن الأحاديث يعني الآتية التي فيها الدعاء بالرغم والإبعاد والشقا والوصف بالبخل والجفا وغير ذلك مما يقتضي الوعيد فإن الوعيد على الترك من علامات الوجوب ومن حيث المعنى بأن فائدة الأمر بالصلاة عليه مكأفاته على إحسانه وإحسانه مستمر فيتأكد إذا ذكر وتمسكوا أيضاً بقوله: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً فلو

<<  <   >  >>