كتب لي أبو طاهر المخلص أجزاء بخطه فرأيته فيها إذا جاء ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - صلى الله عليه وسلم - تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً قال أبو علي فيألته عن ذلك وقلت له لم تكتب هكذا فقال كنت في حداثة سني أكتب الحديث وكنت إذا جاء ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أصلي عليه فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فأقبلت إليه واراه قال فيلمت عليه فأدار وجهه عني ثم درت إليه من الجانب الآخر فأدار وجهه ثانية عني فاستقبلته ثالثة فقلت يا نبي الله لم تدبر وجهك عني فقال لأنك إذا ذكرتني في كتابك لا تصلي علي قال فمن ذلك الوقت إذا كتبت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً رواه ابن بشكوال أيضاً وعنده أيضاً من طريق قاسم بن محمد أنه كان يلحق في كتابه إذا أتى ذكر النبي بين السطرين - صلى الله عليه وسلم - ثم عقبه بقوله فرضي الله عن قاسم وغفر له فلقد أعجبني فعله هذا وكثيراً ما أفعل في كتبي نفعنا الله بذلك وجعل أعمالنا لوجهه، وعن حمزة الكناني قال كنت أكنب الحديث وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال مالك لا تتم الصلاة علي فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت وسلم رواه ابن الصلاح والرشيد العطار وأورده الذهبي في ترجمة حمزة من تاريخه ناقلاً له عن ابن مندة عنه بلفظ ما تختم الصلاة علي في كتابك. وعن أبي زكريا يحيى بن مالك بن عائذ العائدي قال حدثنا صاحب لنا من أهل البصرة قال كان رجل من أصحابنا يكتب الحديث ولا يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكره ويحذف ذلك شحا منه على الورق قال فلقيته به وقد وقعت الاكلة في يده اليمنى رواه ابن بشكوال وقال النميري سمعت أبا جعفر أحمد بن علي المقرئ يقول سمعت أبي يقول رأيت نسخة من كتاب التمهيد لأبي عمر بن عبد البر قد تعمد ناسخها إسقاط الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث وقع ذكره منها وعرضها للبيع فتقص ذلك كثيراً من ثمنها وباعها ببخس مع أن ناسخها لم يرفع الله تعالى له علماً بعد وفاته وقد كان يحسن بابا من العلم هذا أو معناه - صلى الله عليه وسلم - تسليماً كثيراً وعند النميري أيضاً عن أبيه قال كتب رجل من العلماء نسخة من كتاب الموطأ بخطه وتأنق فيها وحذف منها الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث ما وقع له فيه ذكر وعوض عنها (ص) وقصد به بعض الرؤساء ممن يرغب في اقتناء الكتب وشرى