وقال أبو اليمن بن عساكر، وتعقبه شيخنا فقال ويعكر على هذا الجواب أنه وقع في حديث أبي سعيد يعني الماضي مقابلة الاسم بالاسم فقط ولفظه اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم، قلت وسبقه إلى العقبة القرافي في القواعد لكن من وجه آخر حيث جعل التشبيه في الدعاء كالتشبيه في الخبر، قال وليس كذلك لأن التشبيه في الخبر يصح في الماضي والحال والاستقبال والتشبيه في الدعاء لا يكون إلا في الاستقبال ههنا إنما وقع بين عطية تحصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم تكن حصلت له قبل الدعاء فإن الدعاء إنما يتعلق بالمعدوم المستقبل وبين عطية حصلت لإبراهيم وحينئذ يكون الذي حصل له قبل الدعاء لم يدخل في التشبيه وهو الذي فضل به إبراهيم عليه السلام، قال فاندفع السؤال من أصله لأن التشبيه وقع في دعاء لا في خبر نفم لو قيل أن العطية التي حصلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل العطية التي حصلت إبراهيم لزم الإشكال لكون التشبيه وقع في الخبر لكن التشبيه ما وقع إلا في الدعاء والله أعلم الثامن. أن التشبيه بالنظر إلى ما يحصل لمحمد وآل محمد من صلاة كل فرد، فرد فيحصل من مجموع صلاة المصلين من أول التعليم إلى آخر الزمان أضعاف ما كان لآل إبراهيم مما لا يحصيه إلا الله عز وجل.
وعبر ابن العربي عن هذا بقوله المراد دوام ذلك واستمراره، قلت وقد قال شيخ الإسلام تقي الدين السبكي رحمه الله، إذا صلى عبد على نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الكيفية فقد سأل الله أن يصلي على محمد كما صلى على إبراهيم وآله، ثم إذا قالها عبد آخر فقد طلب صلاة أخرى غير التي طلبها الداعي الأول ضرورة أن المطلوبين وأن تشلبها مفترقان بافتراق الطالب، وأن الدعوتين مستجابتان إذ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة مستجابة فلا بد أن يكون ما طلبه هذا فير ما طلبه ذاك لئلا يلزم تحصيل الحاصل كما قال ولده التاج: أن الله تعالى يصلص على النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاو مماثلة لصلاة على إبراهيم عليه السلام وآله كلما دعا عبد فلا تنحصر الصلوات عليه من ربه التي كل زاحدة منها بقدر ما حصل لإبراهيم وآله إذ لا ينحصر عدد من صلى عليه بهذه الصلاة والله أعلم.
التاسع: أن التشبيه راجع إلى المصلي فيما يحصل له من الثواب لا بالنسبة