اكتشفَ العلماءُ أنّ في دماغِ الإنسانِ مادةً مخدِّرةً، إذا بلغَ الألمُ حداً لا يطاقُ أَفْرَزَ الدماغُ نفسُه هذه المادةَ، فعطَّلَتِ الإحساسَ بالألمِ، وهذا من رحمةِ اللهِ سبحانه وتعالى، كما اكتشفوا أيضاً أنّ هناك بواباتٍ على مجرى الجهازِ العصبيِّ تمنعُ ورودَ الألمِ إلى الدماغِ، وأنّ هذه البواباتِ تتحكَّمُ فيها العواملُ النفسيةُ، فلو أنّ إنساناً كان يسعَى في مرضاةِ اللهِ، وهو سعيدٌ بهذا السعيِ، فإنّ الإحساسَ بالألمِ لنْ يصلَ إلى الدماغِ.
هناك حالاتٌ كثيرةٌ وَرَدَتْ في التاريخِ، كيف أنّ صحابياً تُقطَعُ يدُه اليمنَى، فيمسكُ الرايةَ باليسرى، فتقطَعُ اليسرى فيمسكُها بِعَضُدَيْهِ، فأينَ الألمُ؟ هذا ما كَشَفَه العلماءُ حديثاً، فقالوا:"إنّ ثمةَ بواباتٍ للألم على مداخلِ طريقِ الآلامِ، وطريقِ السيّالةِ العصبيةِ التي هي من النهاياتِ العصبيةِ إلى النخاعِ الشوكيِّ، إلى الجسمِ تحتَ السريرِ البصريِّ، إلى أسرّةِ الدماغِ، هذا طريقُ الآلامِ، وإنّ هذه الطرقَ تُغلَقُ أحياناً، فتمنعُ إيصالَ الألمِ إلى الدماغِ، وهذه البواباتُ تتحكّمُ فيها العواملُ النفسيةُ، كالثقةِ باللهِ سبحانه وتعالى، والثقةِ بالفوزِ، وفوقَ هذا وذاك إنْ كانَ الألمُ لا يطاقُ أفرزَ الدماغُ مادةً مخدرةً تعطِّلُ الإحساسَ بالألمِ".
لذلك إذا كان إيمانُ الإنسانِ كبيراً، وكان هدفه نبيلاً، وكان سعيُه حثيثاً إلى الله سبحانه، لا يعبأُ بالآلامِ التي يسقطُ بسبَبِها الرجالُ، فإنّ الإيمانَ قوةٌ كبيرةٌ.