يأتي العذابُ بغتةً، لذلك لو قرأَ الإنسانُ عن تاريخِ الزلازلِ في العالَم لوجدها وقعتْ في كثيرٍ مِن البلدان، لذا علينا أنْ نَتَّعِظَ، وأنْ نعودَ إلى الله، وأنْ نضبطَ أمورَنا، وأنْ نقيمَ بيوتَنا على منهجِ الله عز وجل، وأنْ نسترجعَ، وأنْ نصلحَ، فلعلَّ اللهَ سبحانه وتعالى يَحفظُنا، فما مِن بلدةٍ إلا ويمكنُ أنْ تَتَعَرَّضَ لزلزالٍ، وقد وقعَ في هذه البلدةِ زلزالٌ قبل خمسين عاماً، ولم تبقَ مئذنةٌ في مساجدِنا إلا تَهَدَّمَتْ، وهذا الزلزالُ يقعُ في أيِّ مكانٍ، وإنّ تلك المقولة: إنّ منطقةَ بَلَدِنَا ليست منطقة زلازلَ كلامٌ هراءٌ، ولا يذكرُ أحدٌ أنه وقعَ في القاهرةِ زلزالٌ لفترةٍ طويلةٍ، ومع ذلك جاء فجأةً، ومع ذلك لو استمرَّ عشرَ ثوانٍ أخرى لهُدِم نصفُ أبنيةِ القاهرةِ، ولماتَ أكثرُ مِن خمسةِ ملايينِ إنسانٍ، ولكنَّ اللهَ لَطَفَ، وأَكْرَمَ.
واعلموا أن اللهَ خالقُ الأسباب والمسبِّبات، وهو الذي يمسكُ الأرضَ والسماواتِ، فإنْ شاءَ زلزلَ، وعطَّلَ الأسبابَ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.
[الكعبة مركز العالمين القديم والحديث]
إنّ الأرضَ اليابسةَ موزَّعةٌ حولَ بيتِ اللهِ الحرامِ بصورةٍ منتظمةٍ، هذه الحقيقة أكَّدَتْها أحدثُ الدراساتِ العلميَّةِ لمركزِ البحوثِ الفلكيَّةِ في أحدِ الأقطارِ العربيَّةِ الشقيقةِ، وذلكَ باستخدامِ الحاسبِ الآلي في حسابِ المسافاتِ بين مكَّةَ وعددٍ من المدنِ التي تقعُ في أطرافِ العالمَيْن القديمِ والحديثِ.
فقد ثبتَ بعد الحساباتِ التي أُجْرِيَتْ على الحاسبِ الآلي أنّ أقصَى أطرافِ الأرضِ في إفريقية وأوربة وآسية تقعُ على مسافةِ ثمانيةِ آلافِ كيلو مترٍ من مكةَ المكرمةِ، أوربة آسية وإفريقية، هذه قارات العالم القديم، المدنُ التي على أطرافِها بُعْدُها عن مكةَ المكرمةِ ثمانيةَ آلافِ كيلو مترٍ، فمكةُ تقعُ في وسطِ العالَمِ القديمِ.