هذا بحثٌ علميٌّ دقيقٌ يتحدثُ عن فوائدِ بعضِ الحمضياتِ، وكيفَ أنّها تنضجُ في فصلِ الشتاءِ دونَ غيرِه من الفصولِ؟ قال بعضُ العلماءِ: لأنَّ في البرتقالِ مركباتٍ غذائيةً، وفيتاميناتٍ واقيةً، أبرزُ هذه الفيتاميناتِ فيتامينُ (ج) ، هذا الفيتامين يقاوِمُ ضَعْفَ البُنْيةِ، ويقاوِمُ إدماءَ الجلدِ، ويقاوِم تَحَلُّلَ المادةِ الكلسيةِ في العظامِ، ويقاوِم ارتباكَ الهضمِ، ويقاوِم فَقْدَ الشهيةِ، ويقاوِم الالتهاباتِ، وفي مقدورِ برتقالةٍ واحدةٍ أنْ تُمِدَّ الإنسانَ بكلِّ ما يحتاجُه مِن هذا الفيتامين في اليومِ، ونقصُ هذا الفيتامين في لَبَنِ الأمِّ، أو في لبنِ الإرضاعِ الصناعيِّ يعوَّض عنه بإعطاءِ الرضيعِ عصيرَ البرتقالِ، فلو أنّ الحليبَ الصناعيَّ الذي يأخذه الصغارُ حدِيثِي الولادةِ كان فيه نقصٌ في الحديدِ، وفي هذا الفيتامين فإنّ عصيرَ البرتقالِ للرضيعِ يعوِّضُ له كلَّ ما فَقَدَهُ من الحليبِ الصناعيِّ، ونقصِ الحديدِ في الغذاءِ.
هذا الفيتامين يقاوِمُ كثيراً مِنَ السمومِ، وفي الدرجةِ الأولى أنَّ الليمونَ فيه خصائصُ لا تُصدَّقُ، فمثلاً لو وضعتَ عشرَ غراماتٍ في لترٍ، فإنَّ هذا المحلولَ يقتلُ كلَّ الجراثيمِ، فإذا أردتَ أنْ تعقِّمَ ماءً للشربِ في منطقةٍ ماؤُها مُلَوَّثٌ فما عليك إلاّ أنْ تَضَعَ في ماءِ الشربِ بضعَ قطراتٍ مِنْ عصيرِ الليمونِ، فإنَّ هذه القطراتِ تكفي للقضاءِ على جرثوم الكوليرا، والحُمَّى التيفيةِ، وهذه الفاكهةُ التي خَلَقَهَا اللهُ سبحانه وتعالى تقاوِمُ الروماتيزم، وتقاوِم أمراضَ المعدةِ، وتقوِّي القلبَ، وتقاوِم، أو تقضي على السُّمومِ التي يتناوُلها الإنسانُ خطأً في طعامِه، فهذا الليمونُ وُجِدَ ليكونَ دواءً قبلَ أنْ يكونَ غذاءً، بكلِّ ما في هذه الكلمةِ من معنى.
هذه آياتُ اللهِ في خَلْقِه، هذه الفاكهةُ التي نظنُّ أنّها فاكهةٌ، هي مستودعٌ للأدويةِ، يَقِي، ويُقَوِّي، وَينشِّطُ، فإذَا فكَّرَ الإنسانُ في طعامِه خَشَعَ قلبُه، وانهمرتْ عيناه، وخَرَّ للهِ ساجداً.
[الموز]
قال تعالى متحدثاً عن فاكهة أهل الجنة:{وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ}[الواقعة: ٢٩] .