مِن علامةِ المؤمنِ أنه يعرفُ قدرَ نفسِه، ويعرفُ قيمةَ الحياةِ، ويعرفُ قيمةَ الصحةِ، هذه الصحةُ وسيلتُه إلى الآخرةِ، هذه الصحةُ وما فيها جسرٌ له إلى الجنةِ، لذلك يجب أن يسعى سَعْياً حثيثاً إلى الحفاظِ على صحّتهِ، لأنها رأسُ مالِه، واللهُ سبحانه وتعالى يقولُ:{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكة}[البقرة: ١٩٥] .
يساعِدُ أولُ أكسيد الكربون الناتجُ عن التدخينِ على ترسيبِ الكوليسترول في جدرانِ الشرايينِ والأوردةِ، وترسيبُ الكوليسترول في الأوردةِ والشرايينِ يضيِّقُ لمْعَتَها، ويرفعُ الضغطَ، ويصيبُ القلبَ بالإجهادِ.
شيءٌ آخرُ: إنَّ احتمالَ إصابةِ المدخنين بأمراضِ القلبِ والشرايينِ، يزيدُ خمسةَ عشرَ ضعفاً على غيرِ المدخنين، قد يقول قائلٌ: ألا يصابُ غيرُ المدخنين؟ نَعَمْ يصابون، ولكنّ احتمالَ الإصابةِ عند المدخنين تزيدُ خمسةَ عشرَ على غيرِ المدخِّنين.
وقد أوردنا هذه الحقائقَ كي نضعَها بين أيدي الإخوة القرَّاءِ ممّن يدخِّنُ، فالدينُ النصحيةُ.
التدخين السلبيّ
إنّ التدخينَ السلبيَّ هو التعرُّضُ لسجائرِ الآخرين في الأماكنِ المغلقةِ والمزدحمةِ، ويؤثِّرُ دخانُ السجائرِ في غيرِ المدخِّنينَ أكثرَ من تأثيرِه في المدخِّنين أنفسِهم، وأوضحتْ دراسةٌ علميةٌ أجرَتْها مجموعةٌ من العلماءِ أنّ الدخانَ يؤدِّي إلى زيادةِ نسبةِ الكوليسترولِ في دمِ غيرِ المدخِّن، وهذا يؤدِّي إلى الإصابةِ بأمراضِ القلبِ، وسرطانِ الجلدِ، والبلعومِ، وغيرِها من الأمراضِ المتعلقةِ بالتدخينِ، وعلى صعيدِ النساءِ الحواملِ فإنّ التدخينَ يضرُّ بالنساءِ الحواملِ كثيراً، حتى لو كُنَّ غيرَ مدخِّناتٍ، فإنّ الزوجَ حينما يدخِّنُ أمامَ زوجتِه الحاملِ يجبُ أنْ يعلمَ خطورةَ ما سيكونُ.
تقولُ هذه الدراسةُ: وعلى صعيدِ النساءِ الحواملِ فإنّ التدخينَ يضرُّ النساءَ الحواملَ كثيراً، حتى لو كُنَّ غيرَ مدخِّناتٍ، لأن مادةَ النيكوتين تتسلَّلُ إلى الجنينِ في رَحِمِ أمِّه، فإذا تعرَّضَتْ سيدةٌ لا تدخِّن لدخانِ سجائرَ لمدةِ ثلاثِ ساعاتٍ يومياً تزدادُ احتمالاتُ إصابةِ جنينِها بعاهاتٍ أو عيوبٍ في النطقِ أو الذكاءِ.