وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، أَوْ جَاَعَ أَهْلُهُ"، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاثاً.
أفْضلُ الدواءِ ما كان غذاءً، وأفضلُ الغذاءِ ما كان دواءً.
قال ابنُ القيّم متحدِّثاً عن التمرِ:"وهو مِن أكثرِ الثمارِ تغذيةً للبدنِ، بما فيه من الجوهر الحارِّ الرَّطبِ، وأكْلُه على الريقِ يقتلُ الدودَ، فإنه مع حرارتِه فيه قوةٌ ترياقيةٌ، فإذا أُدِيمَ استعمالُه على الريقِ خَفَّفَ مادةَ الدودِ، وأضْعَفَه، وقَلَّلَه، أو قَتَلَه، وهو فاكهةٌ، وغذاءٌ، ودواءٌ، وشرابٌ، وحلوى".
[ألياف التمر فوائدها وعناصرها المعدنية]
إنّ الأطباءَ في حَيرةٍ شديدةٍ من ارتفاعِ نِسَبِ الأمراضِ الخبيثةِ، والوبيلةِ والمستعصيةِ في هذه السنواتِ الأخيرةِ، وأغلبُ الظنِّ أنّ هذا يُعزَى إلى تغييرِ خلْقِ اللهِ، فحينما نعودُ إلى الحياةِ الطبيعيةِ التي أَمَرَنَا اللهُ بنا، والتي رَسَمَها لنا، والتي خلَقها من أجلِ أنْ نعيشَ حياةً مِلْؤُها الصحةُ، والسعادةُ، فإننا سنحيا حياة طيبة ولذلك ينبغي أنْ نعودَ إلى الأصولِ.
إنّ هناك أمراضاً وبيلةً، وخطيرةً تعاني منها المجتمعاتُ الغربيةُ، التي أساسُ غذائِها الغذاءُ المُصفَّى، فإذا خلا غذاءُ الإنسانِ من الأليافِ لم يكن طعامُه مفيداً، فيجبُ أنْ يأكل الإنسانُ في اليومِ ثلاثينَ غراماً فما فوق من الأليافِ، وفي مئةِ غرامٍ من التمرِ ثمانيةُ غراماتٍ ونصف من الأليافِ، هذه الأليافُ تقاوِمُ الإمساكَ، والإمساكُ عرَضٌ لخمسينَ مرضاً، وهذه الأليافُ تقاوِم الدهونَ التي قد تسدُّ الشريانَ التاجيَّ، الذي هو المرضُ الأولُ في هذا العصرِ، فالتمرُ له هذه الفائدةُ الكبيرةُ.