هذه الشجرةُ يراها الإنسانُ في الشتاءِ حطباً، ثم يأتي الربيع فيراها قد أزهرتْ، فمِنْ أين جاءها الزّهرُ؟ وبعدَ الزّهرِ تأتي البراعمُ، وبعد البراعمِ تأتي الأوراقُ، هذا فِعْلُ من؟ ويدُ مَن؟.
وإذا رأيْتَ النبْتَ في الصحراءِ يربو وحدَه فاسأْلهُ مَنْ أَرْبَاكَ؟
من جعلك تنمو؟ إنه الله خالقُ كل شيءٍ، {انظروا إلى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلكم لأيات لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[الأنعام: ٩٩] .
[اليخضور في النبات]
يقال: إنَّ أعظمَ معملٍ صَنَعَه الإنسانُ لا يرقَى إلى ما يجرِي داخلَ الورقةِ الخضراءِ، فماذا في الورقة؟
إنّ في الورقةِ مادةً اسمُها اليخضورُ، إذا تعرّضَتْ هذه المادةُ لأشِعَّةِ الشمسِ تَحَوَّلَتْ جزيئاتُ اليخضورِ إلى مُفاعلٍ حراريٍّ جبَّارٍ، يقومُ بشطرِ جزيئاتِ الماءِ التي في الورقةِ، وإذا انشطرتْ جزئياتُ الماءِ التي في الورقةِ تَحَلَّلتْ إلى أوكسجين، وإلى هيدروجين.
وبالمناسبةِ لو أَرَدْنَا أنْ نشطرَ نحن بالوسائلِ الماديةِ جُزيئاً من الماءِ إلى هيدروجين وأكسجين لاحْتَجْنا إلى طاقةٍ تساوِي تسخينَ الماءِ ألفين وخمسمئة درجةٍ، وإنّ الإنسانَ يتنفَّسُ الأكسجينَ باستمرارٍ، وكذلك النباتُ، والحيوانُ، فكيف تبقى النسبةُ ثابتةً؟
تقولُ بعض الإحصائياتِ العلميةِ: إنَّ المجموعَ الخضرِي في الأرضِ يُحَوِّلُ مئةَ بليونِ طُنٍّ من الفحمِ مع خمسةٍ وعشرينَ بليونَ طُنٍّ من الهيدروجين إلى موادّ غذائيةٍ، وإلى مئةِ بليونِ طنٍّ من الأكسجينِ، من أجلِ أنْ يبقى الهواءُ ذا نِسَبٍ نظاميةٍ من حيث الأكسجينُ، والآزوتُ، وغازُ الفحم.