فهذا الكونُ فيه كلُّ شيءٍ، وأفضلُ دواءٍ ما كان نباتياً، ليس له تأثيراتٌ جانبيةٌ، وأكثرُ الأدويةِ التي نأخذُها أدويةٌ كيماويَّةٌ، تنفعُ مِن جهةٍ، وتُفسدُ من جهةٍ أخرى، ولو درستَ الأعشابَ دراسةً مستفيضةً علميَّةً لوجدتَ أنّ فيها نفعاً من غيرِ تأثيراتٍ جانبيةٍ.
عُقِدَ مؤتمرٌ في بلدٍ يصدِّرُ التمورَ، وأُلْقِيَ فيه بحثٌ تَعلَّقَ بمشابهةِ النخلةِ للإنسانِ، فقيل: جذعُها منتصِبٌ كالإنسانِ، ومنها الذَّكرُ والأنثى، ولا تثمِرُ إلا إذا لُقِّحَتْ، وإذا قُطِعَ رأسُها ماتتْ، وإذا تعرَّضَ قلبُها لصدمةٍ هَلَكَتْ، وإذا قُطِعَ سَعَفُهَا لا تستطيعُ تعويضَه، كالإنسانِ تماماً، وهي مغشَّاةٌ بالليفِ الشبيهِ بالشَّعرِ في الإنسانِ، في العالَمِ ما يزيد على تسعين مليونَ نخلةٍ، تقدِّمُ الغذاءَ لبني البشرِ، ولا سيّما للصائمين في رمضانَ حيثُ فائدتُه أعظمُ.
قال بعضُ العلماءِ: إنَّ الصيامَ يخفِّفُ العبءَ عن جهازِ الدورانِ، القلبِ والأوعيةِ، حيث تهبطُ نِسَبُ الدسمِ والحمضِ في الدمِ إلى أدنى مستوى، الأمرُ الذي يَقِي مِن تصلُّبِ الشرايينِ، وآلامِ المفاصلِ.
ويريحُ الصيامُ الكليتين، وجهازَ الإبرازِ، حيث تَقِلُّ نواتجُ استقلابِ الأغذيةِ، ويتحرَّكُ سكرُ الكبدِ، ويحرِّكُ معه الدهنَ المخزونَ تحت الجلدِ، ويحرِّكُ معه بروتين العضلاتِ، إذاً فصيامُ رمضانَ يُعدُّ دورةً وقائيةً سنويةً، تَقِي من كثيرٍ من الأمراضِ، ودورةً علاجيةً أيضاً بالنسبةِ لبعضِ الأمراضِ، إضافةً إلى أنه يَقِي من أمراضِ الشيخوخةِ، التي تنجُمُ عن الإفراطِ في إرهاقِ العضويةِ، وقد رُوِي عن رسول الله عليه الصلاةُ والسلامُ:"صُومُوا تَصِحُّوا".