إذاً النومُ على الظهرِ أو البطنِ ليس صحياً، بقي النومُ على الشقِّ الأيسرِ، فإنّ الطعامَ يستغرقُ في الحالةِ الطبيعةِ من ساعتين إلى أربعِ ساعاتٍ في المعدةِ، فإذا نام الإنسانُ عن الشقِّ الأيسرِ استغرقَ هضمُ الطعامِ من خمسِ إلى ثماني ساعاتٍ، لأن الرئة اليمنى - وهي الكبيرةُ - تضغظُ على القلبِ، والكبدُ - وهو أكبرُ الأعضاءِ - يبقى معلَّقاً قلقاً، أمّا إذا نامَ الإنسانُ على شقِّه الأيمنِ، والرئةُ اليسرى أصغرُ وأخفُّ، والكبدُ وهو أكبرُ أعضاءِ الجسمِ مستقرٌّ في الجسدِ على جهةِ الأرضِ، فإنّ الهضمَ يتمُّ بسرعةٍ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رأَى رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مُضْطَجِعاً عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ ضَجْعَةٌ لاَ يُحِبُّهَا اللهُ".
قال بعضُهم:"النومُ على الظهرِ نومةُ الأمراءِ، والنومُ على البطنِ نومةُ الشياطينِ، والنومُ على الشقِّ الأيسرِ نومةُ الأغنياءِ، فإنّهم لكثرةِ أكلِهم ينامون على الشقِّ الأيسرِ كي يستريحوا، أمّا النومُ على الشقِّ الأيمنِ فهو نومُ العلماء".
[النوم المديد]
أثبتتِ الدراساتُ الطبِّيةُ الحديثةُ أنّ الإنسانَ الذي ينامُ ساعاتٍ طويلةَ على وتيرةٍ واحدةٍ يتعرَّضُ للإصابةِ بأمراضِ القلبِ بنسبٍ عاليةٍ جداً، وتعليلُ هذه الظاهرةِ أنّ شحومَ الدمِ تترسَّبُ على جدرانِ الشرايينِ الإكليليةِ للقلبِ، بنسبةٍ كبيرةٍ إذا طالتْ ساعاتُ النومِ، ممّا يؤدِّي إلى إضعافِ عملِ هذه الشرايينِ، وفقْدِها لمرونتِها، فلا تصلحُ بعدئذٍ لضخِّ كمياتِ الدمِ المناسبةِ لتغذيةِ عضلةِ القلبِ، كل شريانِ قلبٍ فيه مرونةٌ، والمرونةُ كالمطاطِ، فحينما يأتيه نبضُ القلبِ يتسعُ بحكمِ مرونتِه، ويجب أنْ يعودَ إلى ما كان عليه، فإذا عادَ إلى ما كان عليه دفعَ الدمَ إلى القسمِ الآخرِ من الشريانِ، فكلُّ شريانٍ يعينُ القلبَ في ضخِّ الدمِ، هذه اسمُها المرونةُ، حينما تترسّبُ الشحومُ على جدرانِ الشرايينِ تفقدُ هذه الشرايينُ مرونتَها.