ومعنى {صَآفَّاتٍ} ، أي: باسطاتٍ أجنحتَها عند الطيران.
وقال سبحانه:{أَلَمْ يَرَوْاْ إلى الطير مسخرات فِي جَوِّ السمآء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الله إِنَّ فِي ذلك لأيات لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[النحل: ٧٩] .
فهذه ثلاثُ آياتٍ محكماتٍ، بيِّناتٍ، واضحاتٍ، تحضُّنا على التفكّرِ في الطير كخَلْقٍ مِن مخلوقاتِ اللهِ عزَّ وجل.
[أخلاق الصقر]
إنَّ مِن أخلاقِ الصقرِ التناصرَ، لأنه رمزٌ للإباءِ، يحمِي بني جنسِه، ويدافعُ عنهم، وإذا استغنى تَرَكَ، لهذا السببِ تتَّخِذُ بعضُ الدولِ الصقرَ شعاراً لها، ومِن أخلاقِ الصقرِ أنه يقبلُ التعلُّمَ، وهو يجدُ متعةً عندما يشعرُ أنَّ مدرِّبَه راضٍ عنه، ومن أخلاقِ الصقرِ أنه لا يرضى بالذلِّ، ولا يرضى بالغدرِ، وإذا احتاجَ أَخَذَ، وإذا استغنَى تَرَكَ، ومعاملتُه لأنثاه آيةٌ في الرِّقةِ، والمجاملةِ، وهو محبٌ لفراخِه، غيورٌ على أبنائِه.
قلت: سبحان الله! أيكون الصقرُ أكرمَ من الإنسان؟ أيكون الصقرُ أشرفَ من الإنسان، وهو الذي كرَّمه ربُّه وفضَّلَه؟! {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِيءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطيبات وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}[الإسراء: ٧٠] .