فماذا قالَ علماءُ النفسِ حولَ علاقةِ الإنسانِ بالألوانِ؟ قالوا:"إنّ تأثيرَ اللونِ في الإنسانِ بعيدُ الغورِ، بل ربما يؤثِّر اللونُ في إقدامِنا وإحجامِنا، وربما أشْعَرَنا بالحرارةِ، أو أشعَرَنا بالبرودةِ، أو أشعَرَنا بالمسّرةِ، أو أشعرَنا بالكآبةِ، فاللّونُ له تأثيرٌ كبيرٌ، بل ربما أثَّر اللونُ في شخصيةِ الإنسانِ، ونظرتِه إلى الحياةِ".
يقولُ العلماءُ:"اللّونُ الأصفرُ بطولِ موجتِه يبعثُ النشاطَ في الجهازِ العصبيِّ، فإذا أردتَ أنْ تعلنَ إعلاناً صارخاً في الطرقاتِ العامّةِ، فاللونُ الأصفرُ أطولُ أمواجاً من غيره مِنَ الألوانِ، ينشطُ الجهازَ العصبيَّ، ويؤثِّر فيه أبلغَ التأثيرِ.
واللونُ الأرجوانيُّ يدعو إلى الاستقرارِ، واللونُ الأزرقُ يشعِرُ بالاتساعِ، ويشعِرُ بالبرودةِ، واللونُ الأحمرُ ومشتقاتُه يشعر بالدفءِ، لكنّ اللَونَ الذي يبعثُ السرورَ داخلَ النفسِ البشريةِ، ويثيرُ بواعثَ البهجةِ فيها فهو اللونُ الأخضرُ؛ لذلك جَعَلَ اللهُ النباتَ أخضرَ اللونِ، هذه المساحاتُ الخضراءُ في الأرضِ تبعثُ في النفسِ البهجةَ".
لذلك اختيرتْ ثيابُ الجرّاحينَ من اللونِ الأخضرِ؛ لأنّ المريضَ - وهو على وشكِ أنْ تُجرَى له العمليةُ - يشعر بالبهجة وهو يرى الثوب الأخضر.
ومما يَلفتُ النظرُ أنّ اللهَ سبحانه وتعالى ذَكَرَ أهلَ الجنةِ، وذَكَرَ ما في الجنةِ من نعيمٍ، وَوَردَ اللونُ الأخضرُ في هذه الآياتِ.
[علاقة الغضب بالصحة]
إنّ الانفعالاتِ الشديدةَ تؤدِّي - بآلياتٍ عديدةٍ - إلى تسرُّعِ القلبِ، والتنفسِ، وارتفاعِ ضغطِ الدمِ، فيحمرُّ الوجهُ، وتنتفخُ الأوداج، فالغاضبُ يرتفعُ نبضُ قلبِه إلى مئةٍ وستين نبضةً، ومع ارتفاعِ الضغطِ هناك خطرُ نزيفٍ في الدماغِ، وخثرةٌ في الدماغ تعني الشلل، أو جلطةً في القلبِ، أو عمًى مفاجئاً.