إضافةً إلى الميزاتِ الكثيرةِ للفضةِ التي تُسْتَخْدَمُ في الصناعةِ، وفي التصويرِ، وفي التوصيلاتِ، وما شابه ذلك، إضافةً إلى قيمةِ الفضةِ كمعدنٍ لتقييمِ السلعِ، كنقدٍ، فإنّ اللهَ سبحانه وتعالى يقولُ في سورةِ الإنسانِ:{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً}[الإنسان: ١٥-١٦] .
لِمَ ذَكَرَ اللهُ عزَّ وجل الفضةَ، ولمْ يذكرِ الذهبَ، والذهبُ أثمنُ، والذهبُ آنيةٌ مِن أوانِي أهلِ الجنةِ؟! هذه إشارةٌ قرآنيةٌ إلى خواصِّ الفضةِ، وهذه الآيةُ تؤكِّدُ أنَّ الأصولَ العلميَّةَ موجودةٌ في كتابِ اللهِ سبحانه وتعالى.
{وَأَنزَلْنَا ?لْحَدِيدَ}
قال الله تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب والميزان لِيَقُومَ الناس بالقسط وَأَنزَلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بالغيب إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحديد: ٢٥] .
فالبيّناتُ هي المعجزاتُ التي تؤكِّد صدقَ الرسلِ، والكتابُ هو المنهجُ، والميزانُ هو العقلُ الذي هو مناطُ التكليفِ، والهدفُ إقامةُ العدلِ في الأرض، وقوةُ الردعِ هي الحديدُ الذي فيه بأسٌ شديدٌ، ومنافعُ للناسِ.