وفي هذه الدراسة أيضاً وُجِدَ أنّ خطرَ الإصابةِ بأمراضِ الأمعاءِ تَقِلُّ مع تناولِ وجباتٍ غذائيةٍ غنيةٍ بزيتِ الزيتونِ، بل إنّ فوائدَ زيتِ الزيتونِ لا تقتصِرُ على الوقايةِ من أمراضِ القلبِ، فهي تَقِي من أمراضٍ كثيرةٍ جداً، وقد ذُكِرَ بعضُها في هذه الدراسةِ، بل إنّ عُمُرَ الإنسانِ كما يقولُ بعضُ الأطباءِ من عمُرِ شرايينِه، وزيتُ الزيتونِ أحدُ الأغذيةِ الأساسيةِ في الحفاظِ على مرونةِ الشرايينِ.
لقد سمَّاها اللهُ في القرآنِ شجرةً مباركةً، فكلوا الزيتَ، وادَّهِنوا به، "فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ، وَائْتَدِمُوا بِهِ، وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ".
إنّ المقالاتِ التي كانت تُنْشَرُ، وتُحَذِّرُ من زيتِ الزيتونِ ليست مقالاتٍ علميةً، لأنها كانتْ تابعةً لمعاملَ تصنعُ الزيوتَ التي تنتجُها تلك الدولُ الغنيةُ، فمِن أجلِ ترويجِها، وصرفِ الناسِ عن الزيوتِ الأساسيةِ كانت تُنْشَرُ هذه المقالاتُ، فَلْنَحْذَرْ هذا الوهمَ، وهذا الدجلَ حتى فِي القالاتِ العلميةِ.
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ".
أليست هذه الدراسةُ العلميةُ حولَ مكوِّناتِ الزيتِ، وحولَ الفوائدِ الجمَّةِ التي تحقِّقُها هذه المعادنُ في جسم الإنسانِ دليلاً على نبوَّةِ النبيِّ عليه الصلاةُ والسلامُ؟
ينبغي ألا نُؤْخَذَ بأقوالِ الشاردينَ، فهؤلاءِ عرفوا بعضَ الحقائقِ، ولم يعرفوا الحقائقَ كلَّها، كما ينبغي أنْ نتيقَّنَ مِن أنّ هذه المقالةَ علميةٌ، أم هدفُها توفيرُ ربحٍ جزيلٍ لجهاتٍ اقتصاديةٍ، وهناك فرقٌ كبيرٌ بين الحالتين.