وفي عام (١٩٩٠) جَرَتْ دراسةٌ مستفيضةٌ، ثَبَتَ بموجِبِها أنّ زيتَ الزيتونِ يخفِّفُ الضغطَ، ويخفِّف سكرَ الدمِ، ويخفِّفُ الكولسترول في الدمِ، وكانت نسبةُ الضغطِ والسكرِ والكولسترول أَقَلَّ بكثيرٍ عند الذين يأكلون زيتَ الزيتونِ، مقارنةً بالذين لا يأكلونه، وقد أُجْرِيَتْ هذه الدراسةُ على مئةِ ألفِ شخصٍ.
وقد عثرتُ في موقعٍ معلوماتيٍّ على حقيقةٍ دقيقةٍ جداً، وهي أنّ علماءَ بريطانيِّين توصَّلوا إلى أدلةٍ جديدةٍ تثبتُ المنافعَ الوقائيةَ لزيتِ الزيتونِ في علاجِ سرطانِ الأمعاءِ، الذي يذهبُ ضحيتَه عشرون ألفَ شخصٍ سنوياً في بريطانيا وحْدَها، وفي العالَمِ رقمٌ كبيرٌ لمَرضَى وَرَمِ الأمعاءِ الخبيثةِ.
وثَمَّةَ باحثون آخرون وَجَدوا أنّ زيتَ الزيتونِ يتفاعلُ في المعدةِ مع حامضٍ مِعَوِيٍّ، ويمنعُ الإصابةَ بمرضِ السرطانِ.
إنّ الإصابةَ بهذا المرضِ (السرطان) منتشرةٌ في ثمانيةٍ وعشرين بلداً في العالمِ، يقعُ معظمُها في أوربة، وأمريكا، والبرازيل، وكولومبيا، وكندا، والصينِ، ووَجَدَ الباحثون أنّ عواملَ غذائيةً تسبِّبُ إصابةَ الشخصِ بهذا المرضِ، وهذه النِّسَبُ تَقِلُّ كثيراً عند مَن يأكلون الخَضْراواتِ والحبوبَ.
وبَعْدَ دراسةٍ مستقصيةٍ دقيقةٍ جداً وجَدوا أنّ غذاءَ شعوبِ الشرقِ الأوسطِ أفضلُ غذاءٍ في العالَمِ، لأنهم فقراءُ، ولأنّ اعتمادَهم على الخضراواتِ الكاملةِ، فلا تجد العصيرَ المعلَّبَ عندهم، فهذه الموادُّ السيللوزيةُ التي هي قوامُ الخضراواتِ والفواكهِ تسرِّعُ عمليةَ الهضمِ، وتمتصُّ الفائضَ من الكوليسترول، وتقَلِّلُ مدَّةَ بقاءِ الطعامِ في الأمعاءِ، ثم إنّ زيتَ الزيتونِ غذاءٌ أساسيٌّ في هذه البلادِ، وإنّ البروتينَ النباتيَّ المفضَّلَ عندهم كالحِمِّصِ والفولِ أيضاً هو أفضلُ أنواعِ البروتينِ، أمّا الأمراضُ الخطيرةُ في البلادِ الغنيةِ جداً فإنّها تصل إلى ثمانيةِ أضعافٍ، لأنهم أغنياءُ، ويأكلون اللحومَ بكمياتٍ كبيرةٍ.